''لقد حضرنا أنفسنا لأداء لقاء كبير للحصول على المرتبة الأولى في المجموعة الثانية ومقابلة الفريق الرابع من المجموعة الأولى، لكن التغييرات التي طرأت في اللحظة الأخيرة إثر الطعن الذي تقدم به الوفد التونسي، جعل من مباراتنا ضد مصر دون رهان، بما أنه مهما كانت النتيجة سيتقابل المنتخبان مجددا في الدورة نصف النهائي، وهو ما يفسر نقص الاندفاع لدى الفريقين في اللقاء''· بهذه العبارات حاول المدرب الوطني بوشكريو تبرير العرض الضعيف والمستوى المتدني جدا الذي لعب به المنتخبان المصري والجزائري في لقاء سهرة أول أمس· كل شيء كان مهيأ لأن يتابع عشاق الكرة الصغيرة مقابلة في القمة بين المنتخبين المصري والجزائري على منوال ما شهدته جل مواجهتهما في الدورات والمواعيد السابقة، لكن لا شيء من هذا القبيل حدث، حيث فضّل المدربان تأدية مقابلة فاترة على منوال الحصص التدريبية التي يكتفي فيها اللاعبون بمداعبة الكرة وعدم بدل جهد كبير· أما عن التكتيك الذي اعتمده كل مدرب، فالخيبة كانت أكثر، حيث ابتكر الطرفان أساليب جديدة في لعبة كرة اليد، وعلى هذا المستوى القاري، بعد أن فضّل رمي الكرة الصغيرة في كل الإتجاهات وتسهيل المهمة لبعضهما البعض لتسجيل الأهداف وتجنب الإصابات والمحافظة على قوتهما البدنية، أمام جماهير متواضعة دفعت ثمن التذكرة وكلها أمل في الحضور إلى حوار كروي بالأيدي في مستوى سمعة الفريقين ومكانتهما في القارة السمراء· وبدل أن يقدم الطرفان مردودا جيدا وعروضا فنية عالية المستوى، فضّلا تسجيل أكبر حصيلة للأهداف بلغت 68 هدفا سجلت مناصفة بين المنتخبين، في أسوأ مواجهة جرت بينهما منذ عشريات عديدة، حيث لا تحتفظ ذاكرة عشاق الكرة الصغيرة بأن الحوار بين هذين الفريقين وصل إلى هذه الدرجة من التعفن والإنحطاط، بل بالعكس من ذلك اتسمت بالتنافس الشديد· ولئن كانت التبريرات التي قدمها المدرب بوشكريو تبدو بالنسبة لأي تقني منطقية عندما ركز على محاولة تفادي الإصابات، فإن ذلك لم يمنع اللاعب عبد اللطيف حجايجي من تلقي ضربة أخرجته من المنافسة وأسقطت عنصرا هاما في تشكيلة بوشكريو، وهو ما حاول هذا الأخير نعته بالضربة القاسية والموجعة خاصة بعد انسحاب اللاعب محمد مقراني لنفس الأسباب· وإذا كان الجميع بمن فيهم الذين اقتنعوا بالأقوال التي أدلى بها بوشكريو قد أصيبوا بإحباط كبير عقب نهاية المقابلة، فإن الكل اليوم ما يزال يطرح السؤال عن الخطأ الذي وقعت فيه الكونفيدرالية لكرة اليد عندما غيّرت نمط التأهل وأدخلت المنافسة في متاهات غير محمودة العواقب، كانت بدايتها لقاء الخزي بين مصر والجزائر، ولسنا ندري كيف ستكون تفاعلاتها وانعكاستها لاحقا وربما خلال هذه الدورة ذاتها؟! ------------------------------------------------------------------------ حاتم بومقورة (مختص في رياضة كرة اليد): المهزلة تتحملها الكونفيدرالية الإفريقية يرى السيد حاتم بومقورة أن الكونفيدرالية الإفريقية لكرة اليد تتحمل مسؤولية الفتور الذي طبع مواجهة الجزائر - مصر، حيث وقعت في خطأ جسيم يتعلق بنظام البطولة، خلافا للشكل الذي كانت تلعب به في السابق، وهو ما يفسر إلى حد كبير الكيفية التي لعب بها المنتخبان· بداية ما تعليقك على المستوى الذي ميز لقاء المنتخبين الجزائري والمصري؟ دون تردد أقول إن المواجهة كانت تدريبية أكثر منها تنافسية، حيث عمد الخصمان إلى تسيير دقائق اللقاء بأسلوب يجنبهما الإصابات ويقلل من الاندفاع البدني الذي انفردت به دائما المواجهات بينهما، وفي اعتقادي فإن الكونفيدرالية الإفريقية تتحمل المسؤولية كاملة في المهزلة التي عرفها اللقاء، بعد أن وقعت في خطأ جسيم يخص أساسا النظام المألوف للمنافسة، حيث أنها غيرت طريقة التأهل إلى الدور نصف النهائي من خلال إقرارها الفائز من اللقاء الأول يلعب ضد الفائز من اللقاء الثاني والثالث ضد الرابع· ولما كان المنتخبان المصري والجزائري على علم بهذا التغيير الذي أقرته الكونفيدرالية الإفريقية بأنهما سيلتقيان في الدور نصف النهائي، عمدا إلى أسلوب تسيير المقابلة بطريقة تخدم كليهما باعتبارهما مؤهلين إلى الدور ربع النهائي· ومن مساوىء ما أقدمت عليه الهيئة الإفريقية هو أن الفرق التي تلعب مع بعضها في نظام المجموعات تلتقي ثانية في بعض مراحل المنافسة، والنتيجة كانت أن فقدت المواجهة أهميتها تحضيرا لموعد نصف النهائي· رغم كل هذا وبشهادة الجمهور والمتتبعين، فإن خيبة الأمل كانت كبيرة بعد العرض المخزي الذي قدمه الفريقان؟ ما يمكنني قوله هو أن المدربين ولاعبيهما لم يقدموا نظرة جيدة على كرة اليد الإفريقية، رغم أن للمدربين تبريراتهما المنطقية، إنطلاقا من كونهما لا يستطيعان لعب مقابلة قوية وهما يعلمان بأنهما سيلتقيان في نصف النهائي، والدليل هو اعتمادهما على الاحتياطيين· لكن حتى من الناحية التكتيكية لم يلعب المنتخبان بالأسلوب الذي تعودا عليه، حيث طغت الفوضى على تحركات لاعبيهم في الهجوم والدفاع؟ لا يخفى على أحد أن كل منتخب يعرف الآخر، حيث أن الجزائر تلعب عادة بدفاع معروف لكن بوشكريو تخلى عنه وكذلك الشأن بالنسبة للمنتخب المصري الذي لعب بدون روح تكتيكية لتجنب إرهاق لاعبيه، وأعود للقول أن تبعات ما حدث تتحمله الكونفيدرالية الإفريقية لكرة اليد· بعيدا عن المهزلة أي المنتخبات تراها مرشحة للتنافس على اللقب؟ أعتقد أن المنتخب التونسي يوجد في وضعية جيدة لإنهاء المنافسة لصالحه لأنه يملك إمكانات كبيرة ويحوز على لاعبين في المستوى، استطاعوا إبراز انسجام كبير خاصة في الدفاع، كما أن المدرب عرف كيف يستغل إمكانات بعض الشباب الذين أقحمهم خلال الدورة، ناهيك عن كون جل العناصر التونسية تنشط في بطولات أوروبية قوية· ------------------------------------------------------------------------ رفيق حاج عيسى (مدرب كبريات نجمة الأغواط لكرة اليد): تغيير نظام المنافسة أخلط الأوراق يعتقد السيد حاج عيسى أن الفوضى التي حدثت في البطولة الإفريقية لكرة اليد تسببت فيها الكونفيدرالية المنظمة لهذه المنافسة بعد إقدامها على إجراء تحويرات جوهرية في نظام التأهل إلى الأدوار المتقدمة من المنافسة، خاصة بعد أن تقدمت تونس باحترازات حيالها· كل شيء تغير بعد الاحترازات التي تقدمت بها الفيدرالية التونسية لكرة اليد حول الهفوة الكبيرة التي وقعت فيها الهيئة الإفريقية؟ أولا أرى أن التحفظات التي صدرت من الطرف التونسي كانت موضوعية ومنطقية، حيث كان من المفروض أن يلعب الفائز من اللقاء الأول ضد الفائز من اللقاء الثاني والفائز من اللقاء الثالث ضد الفائز من اللقاء الرابع، ويهدف هذا النظام إلى تجنيب المنتخب التونسي ملاقاة الجزائر أو مصر في الدور نصف النهائي، بخلاف النظام الذي اعتمدته الكونفيدرالية في بداية الأمر، بإقرار لعب الفائز من اللقاء الأول ضد الفائز من اللقاء الثالث والفائز من اللقاء الثاني ضد الفائز من اللقاء الرابع وهو ما سيجعل التونسيين يواجهون الجزائر أو مصر في الدور نصف النهائي· وبعد استدراك الموقف من الكونفيدرالية، بات جليا أن المنتخبين المصري والجزائري سيلتقيان ثانية خلال نصف النهائي، بينما ستواجه تونس المغرب، وحدث كل هذا 24 ساعة قبل اللقاء الأخير بين مصر والجزائر· بهذه الطريقة اختلطت الأمور، غير أن إصلاح هذا الخطأ ساهم بقسط كبير في المستوى الضعيف الذي ظهر به المنتخبان الجزائري والمصري بعد أن علما بأنهما بصدد مواجهة ثانية حاسمة ستمكن الفائز بها من لعب اللقاء النهائي· وما أريد التأكيد عليه هو أن الكونفيدرالية عليها أن تعترف بالخطأ الذي ارتكبته، وعدم تحميل الطرف الجزائري أو المصري تبعات ما حدث· لأن كل منتخب بدأ منذ الآن يفكر في لقاء نصف النهائي، وبالتالي لم يرد كشف كل أوراقه في لقاء بدون أهمية طالما وأنهما مؤهلان إلى الدور ربع النهائي، وهو ما يعلل عدم توظيف المدربين لعناصرهما الأساسية أو تطبيق الخطة التكتيكية المعهودة وفضّلا أن تلعب المواجهة على الشاكلة التي رأيناها وتابعها الجمهور· على ذكر الجمهور، ألا ترون أن ما حدث أحبط مشاعره وهو الذي كان يمني النفس بلقاء في القمة؟ لا أستطيع القول أن الفريقين لهما الحق في سيناريو اللقاء، لأن الكل ظن أن الحوار الجزائري المصري سيكون واعدا ليصطدم كل الحضور بالعكس·وفي هذا الإطار لا يحق لأي مدرب أن يحث لاعبيه على عدم الاندفاع، لأن الاحتياطيين الذين لعبوا كانوا سيستفيدون كثيرا من المواجهة لتطوير قدراتهم وخبرتهم وهو ما لم يحدث مع الأسف الشديد· ------------------------------------------------------------------------ حجايجي يودّع بطولة أمم إفريقيا لكرة اليد للإصابة أكد طبيب المنتخب الوطني لكرة اليد أن اللاعب عبد اللطيف حجايجي قد ودّع بطولة أمم إفريقيا الجارية حاليا بالمغرب، بسبب إصابة منعته من إكمال المشوار· وتعرّض حجايجي لإصابة على مستوى الركبة خلال مباراة الفريق الوطني ونظيره المصري التي أقيمت، أول أمس، في إطار الجولة الأخيرة من الدورة الأول للبطولة الإفريقية، وبعد خضوعه للفحص، تبيّن عدم استطاعته إكمال المشوار· حجايجي البالغ من العمر 92 سنة، يلعب في مركز المحور لشباب براقي، وهو ثاني لاعب من صفوف الخضر يودّع البطولة الإفريقية بعد زميله محمد مقراني الذي ينشط ضمن نفس المركز·