استضاف فضاء ''الجزائر نيوز''، مساء أول أمس، ضمن نشاطه الموسمي ''ألف نيوز ونيوز'' العرض الأول للفيلم الوثائقي ''صباح الخير يا قاهرة'' للمخرجة الجزائرية المقيمة بمصر سهيلة باتو، وهو أول فيلم وثائقي جزائري يعالج ثورة 52 يناير المصرية. وتضمن الفيلم عرضاً واقعياً لتفاصيل اليوم الأهم في تاريخ الثورة المصرية، وهو الثامن والعشرين من يناير، الذي يعرف ب ''جمعة الغضب ''، حيث تدور كاميرات ''باتو'' في الشوارع والميادين لتلتقط نبضها بتلقائية ودون رتوش، يتحدث فيها الثوار وهم يرابطون في مواقعهم بميدان التحرير أو الأزقة الموازية لها، فضلا عن المستشفيات التي كانت تستقبل أعدادا متزايدة من المصابين والقتلى في هذا اليوم الذي بدا أكثر حصداً للأروح في مسيرة الثورة. تمضي المشاهد بصخب وإيقاع ثوري عالي يختزل حلم الستة عقود التي مضت في ظل نظام استبدادي، لا تختار ''باتو'' ضيوفها، فلا أحد من ملوك الشاشات يطل عبر هذا الفيلم، ولا شخصيات معروفة، دوماً تركز اهتمامه على هذا الجيل الذي نفض تربة الإستبداد واختار أن يشق طريقه دون أن ينتظر إشارات النخب. هكذا تمكنت سهيلة التي قدمت لعديد من الأفلام في فرنسا وشاركت في إعداد وإخراج العديد من الحلقات الإعلامية في الجزائر، من خطف اهتمام حضور سهرات ''ألف نيوز ونيوز''، الذين بدوا مأخوذين بتتابع الأحداث وتصارعها الثوري، خاصة ما يتعلق بتلك المشاهد الموحية، عندما يقف شاب في العقد الثالث يقول ''لا أعرف أين ومتى سيبث هذا الفيلم، لكن من المؤكد أنه سيبث بعد تحويل تعريف مبارك إلى رئيس سابق أو مخلوع.. أراهن على ذلك''، أو تلك المشاهد التي تنقلها عين الكاميرا من داخل مستشفى القصر العيني، حيث عشرات الشباب الذين استهدفت وحدات الأمن والتابعين لها من البلطجية، تسديد عيارات مركزة تحديدا لعيونهم. تختم سهيلة فيلمها بالشعارات التي ترددت مع تنحي مبارك ''ارفع راسك فوق انت مصري''، لتؤكد نبوءة شخوصها الفعليين. ليفتح المجال للجمهور لإبداء ملاحظاتهم أكثر من طرح الأسئلة، بالرغم من قلة الإقبال نتيجة الاحوال الجوية إلا أن النقاش بدا عميقاً. وقد أكدت أن فكرة الفيلم عائدة إلى ما قبل الثورة المصرية، حيث بدأت بالثورة التونسية التي أعدت فيلما وثائقيا حولها وأثناء وجودها هناك بدأت بواكير الثورة في مصر، فقررت العودة سريعا للقاهرة، حيث تقيم بتاريخ 27 جانفي، قبل ان تبدأ عملها ظهر الثامن عشر من جانفي، ''اليوم الذي وصفته بالأكثر دموية''. تقول سهيلة باتو إن هدف إعداد الفيلم كان أبعد من توثيق اللحظة التاريخية، فهو أيضاً تقول ''عربون وفاء لمصر التي تستحق منا الكثير'' قبل أن تردف ''هو جزء من إيماني بقضية الشعوب العربية في التحرر''، ولا يمكن لأشياء تافهة، كما قالت، أن تؤثر على علاقات الشعوب العربية . تعود سهيلة لتؤكد أنها في أصعب لحظات الثورة المصرية، كانت تستدعي تفاصيل كثيرة من ذاكرتها وتضبطها على أحداث5 أكتوبر 1988 حيث بدا لها المشهد مكرراً.. تقول هناك الكثير من المشاهد بدت لي متطابقة، مع بعض الفوارق، لذلك تقول كنت مؤمنة بإرادة الشعوب وقدرتها على التغيير، مؤكدة أن الثورة المصرية لا تزال تواجه عثرات لإقتلاع أذرع النظام السابق، لكنها نجحت في تغيير الكثير من الأمور في مصر وأن المسيرة ماضية في طريقها.