أعلنت وزارة الفلاحة أنها ستفرج، مع بداية الأسبوع القادم، عن عشرات الأطنان من مادة البطاطا المخزنة، وتسقيف سعرها في 05 دج للكلغ، بهدف سد النقص الذي تعاني منه السوق، وكسر المضاربة في الأسعار· وجاء قرار وزارة الفلاحة، عقب الأزمة الحادة التي تعيشها السوق، والأضرار التي مست مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، بفعل التساقط الأخير، خاصة على مستوى الجهة الشرقية من الوطن، وخلفت حالة من الاحتقان وسط الفلاحين، خرج البعض منهم إلى الشارع يطالب بتعويضات، جراء الأضرار التي لحقت بمزارعهم، بينما تعد المضاربة وإحكام البارونات السيطرة على الإنتاج وأسعاره في السوق المعضلة التي لا يزال المواطن البسيط يدفع ثمنها أمام غياب تام للرقابة· وقالت وزارة الفلاحة إن مصالحها تتابع عن كثب التطورات التي أعقبت التقلبات الجوية ومخلفاتها على القطاع الفلاحي، وإنها اتخذت كافة التدابير للحفاظ على وفرة المنتجات في السوق الوطنية، مؤكدة -على لسان المكلف بالاتصال بالوزارة- أن الحديث عن ندرة في المواد الضرورية مثل البطاطا والطماطم مستقبلا غير وارد، لأن الإنتاج متوفر بكميات كبيرة تكفي لسد الطلب في الفترة القادمة، حتى في حال استمرار التقلبات الجوية، وأن المشكل يكمن في التجار وليس المنتجين، بدليل أن سعر البطاطا لم يتجاوز سعر 30 دينارا في الولايات المنتجة، غير أن الوزارة بالمقابل رفعت مستوى تسقيف سعر البطاطا من 25 دج إلى 50 دج، وقالت إنها ستعاقب كل من يعرض البطاطا فوق السقف الجديد المحدد· هذا، وتعد ولاية بسكرة من أكثر المناطق التي تضررت الأراضي الزراعية بها بشكل كبير بفعل الرياح القوية والأمطار والصقيع الذي أتى على أنواع عديدة من المحاصيل التي كانت تزود بها في وقت سابق حوالي 30 ولاية على المستوى الوطني على غرار البطاطا والطماطم، الوضعية التي دفعت فلاحي المنطقة إلى طلب المساعدة من الجهات الوصية بالنظر لحجم الخسائر التي لحقت بهم، والوضع لا يختلف كثيرا بولاية جيجل التي تسببت الثلوج الكثيفة التي تهاطلت عليها في سقوط المئات من البيوت البلاستيكية وإتلاف السواد الأعظم من المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة خاصة الطماطم، بينما توقع الأخصائيون تراجعا معتبرا في المنتجات الثمرية الربيعية والصيفية· أما ولاية واد سوف التي تعد الممون الرئيسي للولايات الجزائرية بمادة البطاطا الرملية، فلا يزال الفلاحون بها يحتفظون بإنتاجهم بسبب انقطاع المواصلات جراء التقلبات الجوية، في حين يرتقب أن يصل المنتوج إلى المنطقة الشمالية على مراحل مع نهاية الشهر الجاري لتدعيم ما هو متوفر في السوق الحالية التي لا تتوفر إلا على البطاطا المخزنة وتباع بأسعار تتراوح بين 60 و70 دينارا للكلغ، القيمة التي يتوقع المختصون أن تحافظ على مستواها إلى غاية فصل الصيف القادم·