أقيم، أول أمس الخميس، بقاعة إبن زيدون بالجزائر العاصمة، حفلا تكريميا على شرف الفنان بلاوي الهواري عميد الأغنية الوهرانية نظمه ديوان رياض الفتح بحضور جمهور غفير من محبي الفنان. ويأتي هذا التكريم الذي رعته وزارة الثقافة تقديرا لما قدمه الفنان القدير للأغنية الوهرانية والجزائرية عموما وعرفانا للرصيد الثقافي العميق الذي تزخر به عاصمة الغرب الجزائري. وقد حضر الحفل شخصيات سياسية تتقدمهم وزيرة الثقافة خليدة تومي ووزير الإتصال السيد ناصر مهل. واعتبرت الوزيرة في كلمة ألقتها بالمناسبة أن ''فن بلاوي الهواري مازال حيا ومازال ينتج''. ونشط حفل تكريم الفنان وجوه فنية وثقافية بارزة في وهران أمثال الفنان بارودي بن خدة والمطربة سامية بن نابي والمطرب هواري بن شنات، بالإضافة إلى المطرب الشاب هواري أولحاسي، حيث أدوا أشهر أغاني الرجل التي عُرف بها. وفي ختام الحفل، أمتع الفنان بلاوي الهواري جمهور الحاضرين الذي غصت به القاعة بوصلات غنائية استرجعها من رصيده الغنائي الذي يبلغ ال 500 أغنية. ويعد الفنان بلاوي الهواري الذي ولد بحي ''سيدي بلال'' بالمدينة الجديدةبوهران في 26 جانفي 1926 من أبرز رواد طابع الأغنية الوهرانية، وقد ترعرع في كنف عائلة موسيقية، فوالده كان عازفا على آلة ''الكويترة'' وشقيقه قويدر كان عازفا على آلتي البانجو والماندولين. وظف الهواري فنه إبان فترة الاستعمارالفرنسي لخدمة القضية الوطنية من خلال تأسيسه لفرقة فنية عام 1943 كانت تنشط في سبيل غرس الروح الوطنية وبعث الروح التحررية في الشعب، وفي عام 1949 سجل أول أسطوانة له فيها أغنيته الشهيرة ''راني محير''. وبعد الاستقلال عمل على تكوين الفنانين الشباب في مجال الغناء والتلحين ليصنع من نفسه عميدا للأغنية الوهرانية من خلال أشهر أغانيه على غرار ''زبانة'' و''المرسم'' و''حمامة''... وغيرها من الأغاني التي لا تزال الذاكرة الشعبية الجماعية تحفظها عن ظهر قلب.