نصب، صباح أمس، بجمعية الجاحظية، ورشة لكتابة السيناريو من قبل رياض وطار، رئيس نادي ''سينراما''، بحضور مهتمين بالنادي السينمائي، إلى جانب نور الدين أوغليسي مؤطر الورشة، وستدوم أيام التأطير إلى غاية السنة المقبلة. إعتبر نور الدين أوغليسي، القائم على ورشة التقنيات الأساسية لكتابة السيناريو الناجح، أن السيناريو هو الإطار العام للفيلم وموضوعه يتحدد من خلال الحبكة والشخصيات، وعليه يكون السيناريو هو الرسم باللغة والبناء العام للصورة والحركة، إضافة إلى أن السيناريو يقدم للمخرج والفنانين الفكرة العامة والرئيسية لتنظيم عمل سينمائي ناجح. وفي السياق ذاته، أضاف المتحدث إن السيناريو يعتبر عملا أدبيا فنيا مستقلا، فهو مثل الرسم المعماري يستخدم فقط كمرحلة وسطية لابد أن يمر الفيلم من خلالها في طريقه إلى شكله النهائي من خلال تقديم الخطوط العريضة لمقدمة الفيلم، إلى جانب الحبكة، حيث يتم تسليط الضوء على أهم القضايا المتعلقة بالفيلم، وصولا إلى النهاية الدالة على الاختتام، التي تكون إما درامية أو كوميدية. كما تحدث السينارسيت نور الدين أغوليسي، بالتفصيل عن كتابة السيناريو، حيث قال: ''غالبا ما تقتصر كتابة السيناريو على كتابة المشاهد الرئيسية دون الإشارة إلى أحجام اللقطات أو زوايا الكاميرا، إلى جانب ذلك فإن كتابة السيناريو تتضمن مجموعة من الإرشادات يقدمها كاتب السيناريو للمخرج والممثلين والمصور، ومع ذلك فلابد على كاتب السيناريو أن يكون ملما بالعناصر الأساسية والفنية للغة السينمائية'' . أما الهدف من تنصيب ورشة لكتابة السيناريو، أكد المؤطر أنه للرد على الأشخاص الذين يقولون إن هناك أزمة بكتابة السيناريو بالجزائر، وبتالي فإن الورشة ستكثف من مجهودها لتقديم الأفضل للمشاركين بالورشة، وذلك من خلال دعم معرفتهم بالوسائل والتقنيات الحديثة لكتابة السيناريو، حيث قال ''إن هدف الورشة تأهيل المبدعين لكتابة سيناريو ناجح تتماشى أسسه مع القاعدة العامة لمعالجة القضايا الاجتماعية''. كما أبدى المتحدث أسفه لتراجع الإنتاج السينمائي الجزائري مقارنة بسنوات السبعينيات، حيث قال ''إن السينما الجزائرية كانت موجودة بقوة في سنوات 70 حيث وصلت إلى مرحلة التألق من خلال تتويجها بجوائز عالمية، عكس ما نراه اليوم''، وقد أرجع المتحدث ذلك إلى غياب سياسة واضحة المعالم تجاه السينما إلى جانب قلة الميزانية التي يعرفها هذا القطاع. للإشارة، سبق للنادي أن نظم عروضا سينمائية منها فيلم ''النخيل الجريح'' لنادية شرابي و''المسافر الأخير'' لمؤنس خمار، إلى جانب ذلك سيتم تنظيم خلال الأيام المقبلة برنامجا خاصا بمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، حيث ستقدم أفلام حول الثورة الجزائرية، وكذا تكريم سينمائيين جزائريين، وتنشيط ندوات حول السينما الجزائرية.