يعرف معرض الجزائر الدولي بالصنوبر البحري، منذ الخميس الماضي، حركة غير عادية بمناسبة الصالون الدولي للسيارات الذي سيدوم إلى غاية 26 مارس الحالي· وبادئ ذي بدء يمكن الإشارة إلى حركة المرور الكبيرة التي شهدتها المناطق المجاورة للمعرض بسبب التدفق الكبير للمواطنين، حيث عرفت فضاءات التوقف حركة غير عادية، إضطر معها المواطنون إلى توقيف سياراتهم بعيدا عن المعرض والإنتقال راجلين· أما بالنسبة لحركة الراجلين، فقد شهدت هي الأخرى كثافة كبيرة خاصة وأن إفتتاح المعرض تزامن مع العطلة الأسبوعية، حيث كان نهار أمس الجمعة، فرصة للمحظوظين لزيارة هذه التظاهرة العالمية والوقوف على آخر الإبتكارات التي حدثت في عالم السيارات، وبقدر الفضول الكبير الذي لاحظناه على مختلف العلامات المعروضة، فقد استوقفتنا اهتمامات الزبائن والزوار بالسيارات الصينية· إقبال كبير على سيارات Z 100 حسب المعلومات التي قدمت لنا بعين المكان، فإن عدد العارضين وصل خلال هذه الطبعة ال 15 إلى 53 عارضا مثلوا مختلف العلامات خاصة الصينية منها التي عرفت تواجدا مميزا ليس فقط من حيث تنوع عروضها وإنما كذلك من حيث أسعارها التي اعتبرت من طرف بعض الزبائن معقولة إلى حد ما، على منوال سيارة Z100 التي حدد سعرها ب48 مليون سنتيم مع إمكانية إقتنائها عن طريق التقسيط، حيث يدفع الزبون ما مقداره 70% أي ما يعادل 32 مليون سنتيم وعليه دفع 30% من السعر خلال عام واحد· وحسب المكلفة بالإعلام نسيمة كحول، فقد شهد اليوم الأول بيع 97 سيارة من نوع 100 Z · ونحن نتحدث مع المكلفة بالإعلام حول السيارة Z100 تقدم أحد المواطنين وطلب من المعنية بالأمر توجيهه إلى المكتب المخصص للبيع على مستوى العلامة الصينية، وعلمنا منه بأنه قرر اقتناء السيارة المذكورة، لأنها تناسب إمكاناته المادية حسب ما جاء على لسانه ''رغم ما يقال عن تواضع السيارات الصينية إلا أنني اخترتها عن قناعة نظرا لسعرها المعقول الذي يعتبر الأدنى على الإطلاق، ناهيك عن سهولة الدفع وهو ما جلبني بشدة حيث قررت شراء هذا النوع من السيارات''· رونو وبيجو كالعادة إذا كانت أجنحة المعرض قد شهدت إقبالا كبيرا بصفة عامة، فإن ما وجدناه ونحن نتجول في البداية بجناح بيجو هو التواجد الكبير للمواطنين الذين أبدوا ميولا كبيرة لمختلف السيارات المعروضة لهذه العلامة، ورغم إرتفاع أسعار بعضها إلا أن ذلك لم يمنع معظم زوار هذا الجناح من طلب توضيحات من المضيفات وكانت سيارة 207 و 308 و 107 و 3005 و 3008 الأكثر إقبالا رغم أسعارها المرتفعة نوعا ما، وهو ما جعل أحد المواطنين يعلق على ذلك بالقول: في ظرف أربع سنوات قفزت أسعار سيارات 207 بأكثر من 30 مليون و107 بحوالي 10 ملايين سنتيم، وهي أسعار أراها بصراحة مرتفعة حيث يتراوح سعر 207 إلى غاية 145 مليون سنتيم· نفس الشعور لمسناه عند المواطنين الذين قصدوا جناح ''رونو''، حيث وجدوا أن الأسعار ارتفعت كما كانت عليه منذ سنوات قليلة، خاصة بالنسبة لسيارات ''كليو'' التي تعتبر النوع الأكثر انتشارا لدى الجزائريين البسطاء، حيث وصلت إلى أسعار متفاوتة، وهو ما حاولت إحدى السيدات الإشارة إليه وهي تنتقل من سيارة إلى أخرى ''حقيقة أنا أهوى كثيرا العلامة ''رونو'' وسبق لي أن اشتريت منذ سنوات سيارة من نوع ''رونو سانبول'' غير أنني تفاجأت لإرتفاع سعرها ورغم التخفيضات التي أعلنت عنها الشركة على منوال بقية العلامات المعروضة إلا أنني أرى بأنها أصبحت في غير متناول المواطن العادي، إذ لا أتصور أن أشتري اليوم أنا شخصيا سيارة يفوق سعرها 130 مليون سنتيم، لأن إمكاناتي لا تسمح لي بذلك كما أخبرتنا هذه السيدة بأنها قصدت هذه المرة المعرض ليس بهدف اقتناء سيارة جديدة بل للإطلاع على الأسعار الجديدة التي بلغتها السيارات وكذا الوقوف على آخر ابتكارات العلامات العالمية''· حضور مميز للسيارات الكبيرة لم نكن نتصور ونحن نتجول في جناح علامة هيونداي أن نكتشف سيارة حدد سعرها ب مليار و100 مليون سنتيم معروضة للبيع، وجلبت إليها الكثير من الفضوليين، الذين حدقوا كثيرا في شكلها واستمعوا إلى الشروحات التي قدمت لهم من طرف المضيفات ولسان حالهم يقول، العين بصيرة واليد قصيرة، كما علق على ذلك، أحد المواطنين ''لا أنكر أن هذه السيارة فاخرة جدا وتتوفر على مميزات لم أجدها في كل السيارات التي سمحت لي الظروف برؤيتها، لكنني أعتبر سعرها الخيالي أمرا مدهشا وفي غير متناول جل زوار المعرض''· وبين تنوع العروض التي وقف عندها المواطن الجزائري، عبر لنا الكثير بأن معرض السيارات الدولي المنظم في بلادنا يسمح باكتشاف عوالم السيارات وأسعارها، حتى إن لم يستطع المرء اقتناء سيارة تناسب إمكاناته، فهو بالتأكيد استمتع برؤية آخر العلامات والأنواع وهو أضعف الإيمان·