تشارك العلامة الفرنسية بيجو للمرة الثانية عشرة في الصالون الدولي للسيارة بالجزائر، وبذلك تكون وفية له إذ لم تتغيب عنه في أي مرة منذ تواجدها بالجزائر، وتحتل شركة بيجو المرتبة الخامسة في الجزائر من حيث المبيعات، بعد أن كانت تتربع على العرش متصدرة القائمة سنة 2003. وأرجعت السيدة ليلى عزي، المكلفة بالعلاقات مع الصحافة على مستوى المديرية العامة للشركة، في لقاء مع "الفجر" أول أمس بالجناح الخاص بالشركة في المعرض، التراجع الذي سجلته "بيجو" في السنوات القليلة الماضية بالمقارنة مع سابق عهدها بالجزائر، إلى دخول الشركات الصينية والآسيوية إلى السوق الجزائرية، مشيرة إلى أن الشركات القادمة من الشرق الأقصى، تقدم منتوجات منخفضة الأثمان بالمقارنة مع "بيجو"، وهو ما يجعل الزبون الجزائري يتوجه نحوها، خاصة في ظل التراجع المسجل على قدرته الشرائية. ولم تستثني المتحدثة مسؤولية البنوك في توجه عدد كبير من الزبائن الجزائريين نحو العلامات الآسيوية، قائلة أن البنوك تضع شروطا على الموظفين الراغبين في شراء سيارة بالتقسيط، حيث تحدد سقف الأجر الخاص بالمواطن الذي يرغب في شراء السيارة، ما يجعل هذا الأخير يختار السيارة الأرخص سعرا، وبينت بالمقابل سبب ارتفاع سعر سيارات "بيجو" بالمقارنة مع السيارات الآسيوية، قائلة أن تركيب السيارات الخاصة بها لا يتم إلا في المصانع التابعة لها في أوربا، وهذا إلى جانب ارتفاع قيمة الأورو الذي يجعل المتعاملين الاقتصاديين على غرار الشركة يعانون بعض التعقيدات. كما أثارت المتحدثة مشكل قطاع الغيار المقلدة في الأسواق، قائلة بأن هذه الظاهرة تعد مشكلة حقيقية، خاصة وأنها تهدد بشكل مباشر سلامة الزبون، بالإضافة إلى كون انتشار الأسواق الموازية، التي توفر المنتوجات المقلدة، تزيد من حدة المنافسة غير الشريفة، "فمثلا بيجو تملك مخزن لقطع الغيار في الحميز يمتد على 7000 متر مربع، إلا أن هذه المنافسة غير الشرعية تجعل الزبون يتوجه نحو قطع الغيار المغشوشة، مما يعرضه للخطر ويعرض المنتوج الحقيقي للكساد". وعلى الرغم من ذلك تبقى طموحات "بيجو"، كبيرة في الجزائر، إذ تسعى لتسويق 24 ألف سيارة خلال السنة الحالية 2008، أي بزيادة تصل إلى 2000 سيارة بالمقارنة مع السنة الماضية التي سوقت خلالها 22 ألف وحدة، وتعول الشركة في تحقيق أهدافها على إبداعاتها الجديدة، مثل "107" المتوفرة بسعر يتراوح من 77 مليون إلى 86 مليون سنتيم، و"207 أس دابليو"، إلى جانب تحفتها "308" علما أن سيارة "207" كانت السيارة الأكثر مبيعا في السنة الماضية والتي تصل التوقعات بشأنها لهذا العام إلى بيع 8 آلاف و900 وحدة.