قال حماري والدهشة ترتسم على محياه وملامحه الغليظة التي تدل في كل الأحوال على أنه حمار لا غير، ترى ما هي الأهداف الخفية للسلطة من هذه الانتخابات التشريعية التي زلزلت البعض وهلكت البعض الآخر· قلت له ساخرا، ورفعت أيضا البعض حتى أن هناك من لم يناضل أصلا في أي حزب ووجد نفسه مرشحا في مراتب متقدمة من القائمة· قال والنهيق يسود المكان، هذا ما يقال عنه إنه ولد وفي فمه ملعقة من ذهب، لا يناضل ولا يعرف أصلا خبايا أي حزب أو حتى أسماء أعضائه ومع ذلك يصبح من الأوائل· قلت، ولكنك سألت سؤالا في الصميم ما هي الأهداف غير المعلنة للسلطة مما يجري في الساحة؟ قال ضاحكا، الله أعلم مع كل ''العجب'' الذي حدث ويحدث ومع كل ''التخلاط'' الواضح والمقصود لا ندري ما هي النوايا بالضبط· قلت ربما هي أشياء عادية ولا تحتاج إلى كثير من التحليل والنقاش خاصة أن الصراع هو الذي يطغى على الأمر· قال، الصراع هذا هو الذي يؤشر بأن السلطة وضعت يدها في الموضوع وحركت المياه الراكدة في الاتجاه الذي يخدم مصالحها· قلت، أنت دائما تقول إن الجميع يعمل تحت أمر السلطة وأنها تعرف متى ومن وكيف تحدث الأمور، لذلك لا تستغرب ولا تتساءل· قال ناهقا، أريد أن أفهم السبب الحقيقي الذي جعل الوزراء يسقطون من الحسابات، وأريد أن أفهم لماذا تحالف أبو جرة مع ''جماعة أخرى'' مع التأكيد المسبق والإحساس بأن الزواج لن يستمر والخلع السياسي هو الذي سيفصل في مسألة الجزائر الخضراء، وأريد أيضا أن أعرف من وضع اسم أسماء بن قادة ومن شجع جاب الله على توجيه زوجته للسياسة ووضعها في مكانة متقدمة، أريد أن أتكهن بما سيصير إليه حزبي الأفلان والأرندي إذا سحبت السلطة ''الحصيرة'' من تحت أقدامهما· قلت بسخرية واضحة، اصبر حتى تنتهي الانتخابات وستجد الجواب على كل سؤال، لا تستعجل أيها الحمار، النتائج التي سيفرزها الصندوق ستبين لك أين ''لعبت'' السلطة وأين لم ''تلعب''·