قال حماري اللعين مُعلّقا على كومة الأحزاب السياسية التي اعتمدتها السلطة بعد نهيق مخيف ملأ كل المكان··· الأحزاب أصبحت كثيرة ولكن هل فيها ما يصلح؟ قلت له بسخرية حادة··· لو كانت تصلح ما سمحت لها السلطة بالوجود··· أنت تعرف لا أحد يحفر قبره بيديه··· قال ناهقا··· معك كل الحق يا صديقي لا أحد يحفر قبره··· لهذا يمكن أن نعتبر هذا مجرد مناورة سياسية حتى نثبت للعالم وللمراقبين الأجانب الذين ستجلبهم السلطة لمراقبة التشريعيات القادمة أننا بلد ديموقراطي فيه عدد الأحزاب أكثر من عدد الغاشي··· ضحكت من كلامه وقلت··· ديمقراطية حزب لكل مواطن··· قال··· لماذا هذه المناورات العجيبة··· أليس حريا بالسلطة أن ترمي بهذه الممارسات إلى مزبلة التاريخ وتعيد حساباتها من جديد؟ قلت··· كيف ذلك أيها الحمار··· قال··· أنا لست ضد وجود أحزاب جديدة في المجال السياسي ولكن شرط أن تكون أحزابا مؤثرة وحقيقية وليست مجرد أرانب للسباق الفاشل··· قلت··· مادام المجال مفتحا، لماذا لم تتقدم أنت أيضا باعتماد حزب يمكن أن يكون له تأثير في السياسة؟ قال وهو يضرب ذيله يمينا وشمالا··· لسبب بسيط هو أني مقتنع بشدة أن المجال لا يزال مغلقا رغم كل ما حدث وما يحدث إلا أن االدومينو مغلوقب··· قلت له··· جرب ثم تكلم··· قال ناهقا··· إذا جربت معناه دخلت اللعبة وأنا أريد أن أبقى حمارا نظيفا طول حياتي دون عذاب ضمير··· قلت··· من يسمعك تتكلم يقول إني أحرضك على سرقة بنك؟ قال··· من يفهم حجم ومسؤولية السياسة يعرف أنها صعبة وكل خطواتها يجب أن تكون محسوبة وليست مجرد انتقام لشيء ما أو نلعب ولا نفسد؟ قلت··· على كل الأحزاب القديمة والجديدة لن تقنعني بصندوق الانتخاب وهذا هو المشكل···