جاب الله الذي أراد أن يكون ساحرا بتعيين أسرته القريبة والبعيدة في قوائم حزبه للتشريعيات القادمة، انقلب عليه سحره بعد أن انتفض أعضاء حزبه رافضين ما يصدره من قرارات فردية همّها الوحيد هو الوصول إلى ''عايلة هايلة'' على حسابهم· نهق حماري بخبث وقال·· كل ما يحدث يدل على أن السياسة صعبة المراس وليس أي كان بمقدوره أن يصبح سياسيا ويطرح أفكاره وبرنامجه للإقناع· قلت·· صدقني أني استغربت أن يقوم جاب الله بترشيح زوجته وصهره وابنة أخته في زمن أصبح يحارب الملكية الخاصة، وكل ما حدث حولنا من ثورات وتمرد وخراب من أجل نزع فكرة توريث السياسة للابن والزوجة وغيرهم· قال ساخرا·· يبدو أنه سياسي في منأى عن السياسة ولم يسمع يوما بزين العابدين وزوجته ولا بمبارك وأبنائه ولا حتى بالقذافي وعائلته؟ قلت ضاحكا·· ربما سيستفيق بعد أن أعلن مناضلوه العصيان وتمردوا عليه رافضين سلوكاته المخالفة للعبة السياسة· قال ناهقا·· تصور أن يصل هؤلاء بهذه العقلية المحدودة للحكم، كيف سيكون مصير البلد؟ إنطلقت في قهقهات متفرقة وقلت·· سيزيد هوّة إلى الهاوية، وربما سنرى العجب الذي لم نره بعد في عهد المفسدين الذين نعيش في عهدهم· قال·· مسؤوليات حزب صغير لا يقدرون على تسييرها ولا على ضبط قوانينها ولا على ترك أنانيتهم جانبا وإعطاء كل ذي حق حقه، كيف يمكنهم تسيير بلد بأكمله؟ قلت ضاحكا·· أبو جرة يقول إنه سيصل إلى الحكم وسوف يغير وجه البلد برمته وسيرينا الحكم على أصوله· قال حماري وهو يضرب بحوافره الأرض من كثرة النرفزة، سيفعل بنا كما فعل الإخوان في مصر، والأكيد أنه سيغير من وجه الجزائر، كما غيّر النائب السلفي في أنفه بعملية تجميل حتى يبدو أجمل مادامت السياسة لها أصولها· قلت ضاحكا، لو كان كذلك ستكون الكارثة يا حماري؟ نهق نهيقا فيه من الخوف والحزن والحسرة والرجفة الكثير، بلادنا تستحق الخير ونحن شعب لا نستحق سوى الخير ولكن الله أبلانا بوجوه الشر التي تراها أمامك·