أعلن المجلس الدستوري، البارحة، عن النتائج النهائية والرسمية للانتخابات التشريعية، ولم تحمل هذه النتائج الكثير من التغييرات بالمقارنة مع النتائج الأولية التي أعلنتها وزارة الداخلية يوم الحادي عشر من شهر ماي· فقد تحصلت جبهة التحرير الوطني على مقعد إضافي، والتجمع الوطني الديمقراطي على مقعدين إضافيين، أما حزب العمال فخسر ثلاثة مقاعد في النتائج النهائية· هذا، وقد أحرزت الأحزاب التي لم تتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان على 256,307,1 صوت، بنسبة تقدر ب 12,17 بالمائة من إجمالي الأصوات المعبر عنها، وهي نسبة مقاربة لتلك التي تحصل عليها الأفلان الذي جمع 34,17 بالمائة من مجموع الأصوات وطنيا، ليحل واقعا في المرتبة الأولى ب 221 مقعد، وضمنيا في المرتبة الثانية بعد ''كتلة الأوراق الملغاة'' التي شكلت المفاجأة بعدد أصوات بلغ 1704047 صوت، بنسبة أصوات تقدر ب 46,18 بالمائة من مجموع الأصوات وطنيا. وكما كانت ''كتلة الأوراق الملغاة'' مفاجأة شكلها الرافضون بشكل أو بآخر لكل الأحزاب السياسية، شكلت القوائم الحرة خيارا قويا بالنسبة للمصوتين، حيث حصد الأحرار مجموع 671190 صوت، أي ما يعادل 8,8 بالمائة من مجموع الأصوات المعبّر عنها. ورغم احتلال الأحرار للمركز الثاني إلا أن قانون الانتخاب لم يمكنها إلا من حصد 19 مقعدا فقط لا غير. أما عدد الأصوات التي تحصل عليها التكتل الأخضر المقدرة ب 475049 صوت والموافقة لنسبة 22,6 بالمائة من مجموع الأصوات المعبر عنها، فلم يكن بالبعيد عن العدد الذي حققه التجمع الوطني الديمقراطي والمقدر ب 524057 صوت والموافقة لنسبة 90,6 بالمائة. ورغم هذا التقارب، إلا أن الفارق بين عدد المقاعد التي تحصل عليها الأرندي، وتلك التي تحصل عليها التكتل بلغ 23 مقعدا. عدد أصوات أكبر لا يمنح مقاعد أكثر من خلال النتائج النهائية، يمكن التوصل إلى قاعدة ذهبية هي: ''عدد أصوات أكبر وطنيا لا يضمن مقاعد أكثر في البرلمان''، ويتضح الأمر بشكل أكبر بالنسبة لجبهة القوى الاشتراكية التي حصلت على عدد أصوات يقدر ب 118275 صوت، الموافق لنسبة 55,1 من مجموع الأصوات المعبر عنها، وهو العدد الأقل بكثير من الرقم الذي حصل عليه حزب العمال، والمقدر ب283585 صوت، الموافق لنسبة 71,3 بالمائة. ورغم هذا تحصل الأفافاس على 21 مقعدا، أما حزب العمال فتحصل على 17 مقعدا فقط. لماذا فاز الأفلان بذلك العدد الكبير من المقاعد؟ النظام الانتخابي الحالي يقصي أي حزب يتحصل على نسبة أقل من 5 بالمائة. مثال فرضا أنه لدينا دائرة انتخابية عدد الأصوات المعبر عنها فيها هو 100 ألف صوت. النصاب القانوني للدخول في السباق على المقاعد هو 5000 صوت الموافق لخمسة بالمائة، لو تحصل الأفلان على 5001 صوت، وبقية الأحزاب كلها تحصلت على 4999 صوت أو أقل لكل حزب، لكان مجموع الأصوات الإجمالي التي تحققه بقية الأحزاب هو 94999 صوت رغم أنها مقصية، وفي هذه الحالة يفوز الأفلان بمائة بالمائة من المقاعد، وتخرج بقية الأحزاب صفر اليدين، وهذا ما يفسر 256,307,1 صوت جمعتها الأحزاب التي لم تتحصل على أي مقعد في البرلمان.