حظي العرض الشرفي لمسرحية جمعية ''البليري'' الجديدة ''أنا وعيالي والشيطان'' باستقبال جيد من طرف الجمهور القسنطيني بمسرح المدينة. وتتناول هذه المسرحية -التي كتب نصها ''وحيد عاشور'' أحد الأعضاء الفاعلين بفرقة ''البليري'' الذي أشرف كذلك على الإخراج والديكور- ''المشاكل الزائفة'' التي تغرق فيها الأسر وتتعداها إلى المجتمع ككل وتتسبب في نشوب حالات من الصراع بل تصل أحيانا إلى حد ''الحرب''. ويفتح الستار في هذه المسرحية التي يؤديها ثلاثة كوميديين فقط على ديكور بسيط يتكون من سرير ومكتب وركام من الكتب وإناء تحت ضوء خافت مستعمل بشكل مدروس. ومن أمام كومة من الكتب المبعثرة حوله ينتفض زوج ليوبخ زوجته على الفوضى التي تعم المنزل. هو الفيلسوف الذي يجد نفسه منهمكا في تأدية مهام منزلية ''وضيعة'' للحياة اليومية وتؤول به الأحوال إلى السقوط العبثي حيث يجد نفسه يبحث في فلسفة العلاقة ''بين الآنية والصحن وتأثيرها على العلاقة الزوجية'' عوض الخوض في المشاكل الفلسفية الحقيقية. ولا تحرك زوجة الفيلسوف ساكنا أمام هذه الوضعية العبثية بل تواصل توجيه الانتقادات لزوجها والسخرية منه مما يزيد الطين بلة حيث يجد الزوجان نفسهما يترشقان بالكلام واللوم وينشب بينهما شجار حاد سببه غيرة الزوج من ''ميشو'' الذي يظهر في نهاية المسرحية بأنه مجرد قط.