أشارت الأرقام المقدمة، أمس، من طرف الأخصائيين المشاركين في الأيام الدراسية حول ظاهرتي الانتحار ومحاولات الانتحار إلى المنحيات التصاعدية والخطيرة التي اتخذتها الظاهرتين في الآونة الأخيرة بولاية تيزي وزو، التي سجلت في ظرف خمس سنوات 331 حالة انتحار و889 محاولة انتحار لتحتل بذلك المرتبة الأولى وطنيا، وهو الواقع الذي يستدعي -حسب الأخصائيين- دق ناقوس الخطر للبحث عن وسائل أكثر نجاعة للتقليل من هذه النسب والحد من الميول الانتحاري لدى المواطن. أكد المشاركون في الأيام الدراسية حول واقع ظاهرتي الانتحار ومحاولاته بالجزائر المنظمة على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي محمد ندير، أمس، بتيزي وزو، أن الانتحار أو محاولاته تعد من أكبر الآفات التي تهدد كيان المجتمع الجزائري، وذلك من منطلق الأرقام المرعبة المحصاة سنويا التي بدأت تأخذ منحنيات تصاعدية من سنة إلى أخرى· وباعتبار ولاية تيزي وزو إحدى ولايات الوطن التي احتلت صدارة الترتيب بتسجيلها أعلى النسب سنويا في هذا الشأن، عمد الأخصائيون إلى جعل منطقة القبائل إحدى العينات الهامة المعتمدة عليها في الدراسات المنجزة في هذا المجال لتحديد مسببات المشكل ومحاولة تشريحها لبلوغ مقترحات ونتائج بإمكانها المساهمة في التقليل من هاتين الظاهرتين بالجزائر· وحسب ما أكده البروفسور زيري في مداخلته التي لخص فيها ما توصل إليه من نتائج في الدراسة التي أنجزها حول حالات الانتحار بولاية تيزي وزو، خلال الفترة الممتدة بين الفاتح من شهر جانفي 2007 إلى غاية 31 ماي ,2012 أن تيزي وزو وفي ظرف 5 سنوات و5 أشهر سجلت 331 حالة انتحار، مشيرا إلى أن الأغلبية من المنتحرين يعانون من اضطرابات ومشاكل نفسية حادة، وهي الدراسة التي أوضحت كذلك مدى اختلاف الأرقام المسجلة حول الظاهرة من سنة إلى أخرى، إذ أن أعلى نسبة سجلت في 2007 قدرت ب 78 حالة انتحار أي ما يعاد 6 حالات ضمن كل مئة ألف نسمة، لتبدأ بالتراجع نسبيا من سنة إلى أخرى لتصل في السداسي الأول من 2012 إلى 26 حالة انتحار، حيث تشير الأرقام إلى أن فئة الذكور أكثر إقداما على الانتحار بتسجيل 258 حالة انتحار أي ما يعادل نسبة 94,77 بالمئة، في حين بلغ عدد الإناث المنتحرات 73 بالمئة ما يقابل نسبة 05,20 بالمئة، وهي الحالات التي مست أكثر الفئات التي تمتد أعمارها ما بين 30 سنة إلى 40 سنة بتسجيل نسبة 74,30 بالمئة· من جهة أخرى، أكد البروفيسور زيري، أن النساء المتزوجات أكثر المنتحرات بتسجيلهن نسبة 49,50 بالمئة، وأرجع السبب الأول في ذلك إلى المشاكل العائلية بين الزوج، وكذا صعوبة التأقلم مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي المزري.