إختتمت فعاليات الملتقى الدولي الأول للفن المعاصر، أمس، بمستغانم تحت شعار ''فن وذاكرة''، الذي أشرفت على تنظيمه مدرسة الفنون الجميلة بالاشتراك مع دار الثقافة ولد عبد الرحمان كاكي، بدعم من وزارة الثقافة· الملتقى شهد زخما فنيا كبيرا طيلة أيامه الأربعة، حيث تنوعت فعالياته بين معارض للفنون التشكيلية، عروض موسيقية، ورشات تكوينية وعروض لأفلام وثائقية. دونيس مارتيناز·· نجم الدورة الفنان الجزائري دونيس مارتيناز، كان نجم الدورة ومحور ارتكازها، حيث نال الاهتمام والتقدير نظرا لعطاءاته في ميدان الفن التشكيلي، بالنظر إلى كونه أستاذا قديما درّس أغلبية أستاذة معاهد الفنون التشكيلية. الأفلام الوثائقية الثلاثة التي عُرضت خلال الدورة، كلها وثّقت ورشات قام بها مارتيناز، حيث تناول الوثائقيان الأول ''دونيس مارتيناز الفنان البيداغوجي'' لمخرجه مصطفى عبد الرحمان، والثاني ''الورشة'' لمخرجه دومينيك دوفيني، الورشة التي قدمها مارتيناز بمعهد الفنون الجميلة بمستغانم منذ فترة قصيرة. أما الوثائقي الثالث ''منا ولنا'' للمخرج الفرنسي كلود إيرش، فقد تناول زيارة مارتيناز إلى بلاد القبائل، واشتغاله على جداريات على منازل السكان، وعرض الفيلم شهادات أهل المنطقة الذين لم يعتبروا أعمال مارتيناز خارجة عن المألوف لديهم من نقوش تستخدمها النساء القبائليات في رسوم الخزف. ''موسيقى الديوان'' و''تراكتومزوق'' يصنعان الفرجة صنعت موسيقى الديوان، سهرة أول أمس، بفندق المنتزه الفرجة، حيث حضرت فرقة المعلم بحاز من البليدة، لتقدم عرضا أقوى من ذلك الذي قدمته بالطبعة الأخيرة للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان، حيث تمكنت الفرقة بالنظر إلى المساحة الزمنية الواسعة التي منحت لها من تقديم أبراج ''الله يا مولاي''، ''أولاد الفناوي''، ''يا رسول الله''، ''لالة عايشة'' وأبراج أخرى بلغة الحوسة، واللافت هو استخدام الفرقة لعناصر عرض لم تستخدمها سابقا، وكان العرض فعلا مهربا من ليلة ديوان أصلية، حيث حضر بخور الجاوي، الرماح في تجسيد لرقصة الصيد، لباس الأميرة والتاج في برج لالة عايشة... ما خلق متعة لدى الحضور الذين تفاعلوا مع العرض منذ بدايته إلى نهايته. أما صبيحة اختتام الفعاليات، فميزها ''التراكتومزوق''، الجرافة التي تم تحويلها إلى تحفة فنية، حيث تم إحضاره إلى ورشة بناء مدرسة الفنون الجميلة الجديدة على وقع أهازيج الفناوي لفرقة المعلم بحاز، لينتصب في قلب ساحة المدرسة، وسط دهشة عمال الورشة من البنائين. بورتريه الكاريكاتيريست بورايو يُبكي الحضور أثار البورتريه المصور، الذي يعرض قصة الرحيل القسري للفنان التشكيلي ورسام الكاريكاتير الجزائري فتحي بورايو إلى فرنسا، شجون الكثير من الفنانين الحاضرين، الذين تذكروا أصدقاءهم الذين قضوا في سنوات الجمر، وهاجروا البلاد حفاظا على الحياة. ويعود البورتريه المقتطع من فيلم وثائقي مدته ساعة كاملة، إلى ظروف هجرة بورايو إلى فرنسا بعد تعرّضه لتهديدات بالقتل من طرف المتشددين الإسلاميين، بسبب تشخصيه لهم كاريكاتوريا تعبيرا عن رفضه لحكم التيار الإسلامي في الجزائر. بورايو تحدث كذلك عن ظروف إقامته الصعبة بمارسيليا التي اختارها ''كون واجهتها البحرية تطل على الجزائر''، وعمله كرسام كاريكاتير في أحد الجرائد الفرنسية، والذي يتخذ منه وسيلة للعيش والمقاومة أيضا. الطلبة بين أيادٍ أمينة إستفاد طلبة معهد الفنون الجميلة من ورشات تكوينية مكثفة، أطرها فنانون جزائريون، عرب وعالميون على مدار أيام الملتقى، وقد تنوعت أعمال الطلبة، حيث تم إنجاز جداريات تناولت موضوع الملتقى وفق منظور تشكيلي معاصر، حيث حضر من اليمن حكيم العاقل، من البحرين يوسف عباس وجبار الغضبان، من تونس أميرة حمامي، إضافة إلى فنانين من المغرب والأردن.