خرج أول أمس، أفراد التعبئة المجندين في إطار مكافحة الإرهاب سنة ,1995 في مسيرة حاشدة بوسط مدينة تيزي وزو، وذلك بهدف المطالبة من السلطات العليا إعادة الاعتبار لهم عن طريق الاستجابة الفعلية للائحة المطالب التي رفعوها سابقا، والهادفة بالدرجة الأولى إلى تحسين ظروفهم الاجتماعية المزرية. المسيرة التي شارك فيها المئات من أفراد التعبئة، انطلقت من المحطة البرية القديمة وصولا إلى المقر القديم لبلدية تيزي وزو، أين وقفوا دقيقة صمت ترحما على شهداء الثورة التحريرية، بمناسبة تزامن مسيرتهم مع الذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب. في السياق ذاته، ومن خلال التجمع الذي نظموه طيلة الفترة الصباحية أمام مقر البلدية القديم، قام أفراد التعبئة بتكريم عائلات زملائهم الذين سقطوا على يد رصاصات الغدر أثناء أداء مهامهم في الفترة الممتدة مابين 1995 إلى غاية .1998 وعلى صعيد آخر، اعتبر المحتجون في تصريحاتهم ل''الجزائر نيوز'' أن قرار تنظيم مسيرتهم مع حلول الذكرى ال 50 لعيد الاستقلال لم يكن عفويا، وإنما جاء قناعة منهم على أنهم من الذين حملوا راية جيل نوفمبر من أجل أن تعيش الجزائر حرة ومستقلة. مؤكدين، على أنه حان الوقت للسلطات العليا في البلاد إعادة الاعتبار لهم، من منطلق كبر حجم التضحيات التي قدموها من أجل الوطن. الغاية التي لن تتجسد على أرض الواقع - حسبهم - إلا عن طريق تكريس إرادة سياسية ستعمل على أخذ انشغالاتهم بعين الاعتبار في إطارها القانوني، وفق ما ينص عليه المرسوم التأسيسي الذي أصدرته السلطات سابقا، الذي من شأنه أن يساهم في وضع حد نهائي لظروفهم الاجتماعية المزرية. المحتجون رفعوا شعارات عديدة منها ''استجبنا لنداء الوطن فأعطونا حقوقنا'' بالإضافة إلى ''يا رئيس لا للحقرة وللتهميش''. كما طلبوا بضرورة إنصاف جميع أفراد التعبئة دون استثناء، بإعطائهم حقوقهم التي وصفوها بالمشروعة، على غرار تعويضات مادية ومعنوية، وكذا إصدار نص أو قانون المنحة الشهرية الخاصة بهم، وكذا الاستفادة من قانوني المصالحة الوطنية والوئام المدني، بالإضافة إلى توفير العناية الصحية اللازمة للذين تعرضوا لعاهات جسدية وأمراض نفسية، نتيجة للمعاناة التي تكبدوها أثناء تجنيدهم، مع الالتزام بمجانية هذه المتابعات. إضافة إلى مطالبهم المتعلقة بالعمل، طالب المحتجون بأحقيتهم في الحصول على امتيازات كإعطائهم الأولوية في السكن والعمل والضمان الاجتماعي. وأكد أفراد التعبئة أنهم متمسكون بمطالبهم، وسيقومون بتنظيم حركات احتجاجية مماثلة إلى غاية استرجاع حقوقهم المهضومة.