سجلت أسعار الخضر والفواكه واللحوم بنوعيها مستويات قياسية قبل أيام من حلول شهر الصيام جعلت المواطن البسيط يقف عاجزا أمام سيناريو قديم جديد سبق وتعهد وزير التجارة بعدم تكراره بعد الإجراءات التي تم اتخاذها لتنظيم الأسواق، غير أن هذا بقي مجرد حبر على ورق وأصبح ملء القفة مما هو موجود في السوق يتطلب بين 5 آلاف و6 آلاف دينار لشراء الضروريات فقط.. واكب الإقبال الكبير للجزائريين على شراء مختلف المواد الغذائية تحسبا لشهر رمضان ارتفاعا قياسيا في أسعارها التي خرجت عن السيطرة وسط تبادل للإتهامات بين مختلف الجهات، في الوقت الذي يدفع فيه المواطن البسيط الكثير لسد متطلبات وحاجيات أفراد عائلته مثلما حصل مع الشيخ بشير البالغ من العمر 60 سنة وذكر في حديثه ل ''الجزائر نيوز''، لم أفهم ماذا حصل للأسواق، فأسعار جميع المواد في السماء ومنذ ساعة وأنا أتجول في السوق ولحد الآن لم أستطع شراء ما أحتاج إليه لأن ما أملكه من مال اعتقدت أنه يمكّنني من ملأ القفة لكن اتضح لي أنه لا يكفي حتى لشراء ربع ما أحتاج إليه''، وهو نفس الحال الذي وجدنا عليه العشرات صباح أمس بسوق الدقسي بقسنطينة، بعد أن تاه المتجولون به وسط محلات ارتفعت أسعار ما يتم عرضه بها بحوالي 30 بالمئة مقارنة بأسعار نهاية الأسبوع الماضي وهو المؤشر الذي أجمع التجار على أنه سيواصل ارتفاعه إلى غاية مرور العشر الأوائل من شهر الصيام حيث أصبحت تحكم السوق خلال هذه الفترة من السنة وحملوا تجار الجملة وبارونات الخضر والفواكه سبب ماهو حاصل، مؤكدين في ذات السياق أن الإنتاج متوفر ولا علاقة لارتفاع الأسعار بالندرة. محمود، وهو صاحب محل لبيع الخضروات قال ''نحن تجار التجزئة لا نتحكم بالأسعار وهامش ربحنا لا يتعدى ال 10 دنانير في كل كلغ من مختلف السلع، فمثلا عندما نبيع الكلغ من الطماطم ب 60 دينارا هذا يعني أننا حصلنا عليه ب 50 دينارا من تجار الجملة الذين يتحملون المسؤولية كاملة فيما هو حاصل من ارتفاع أو انخفاض في الأسعار''. هذا، وتعد الخضر الضرورية من أهم المنتجات التي ارتفعت أسعارها على غرار البطاطا التي زادت ب 15 دينارا للكلغ والطماطم التي قفزت إلى 60 دينارا بعد أن كانت لا تتعدى ال 30 دينارا قبل أسبوع وهو نفس الحال بالنسبة للقرع وغيرها من المواد التي تدخل في صناعة غالبية الأطباق، في حين تعد البقوليات والعجائن المواد التي حافظت على استقرار أسعارها بسبب قلة الطلب عليها وعزوف المواطنين على شرائها. لهذه الأسباب قفزت أسعار اللحوم لمستويات غير مسبوقة من جهتها قفزت أسعار اللحوم بنوعيها إلى سقف لم يسجل منذ حوالي سنة، حيث بلغ الكلغ من لحم الخروف عتبة ال 1300 دينار والعجل ب 1100 دينار وهي الزيادات التي ارتفعت ب 40 بالمائة مقارنة بالأيام القليلة الماضية وهي مرشحة للارتفاع أكثر مع دخول شهر رمضان -حسب أحد الجزارين- بسوق الدقسي''اللحم لم يعد متوفر كما كان في السابق ولذلك تعرف أسعاره إرتفاعا ومن المنتظر أن يقفز لمستويات أعلى مستقبلا لأن العرض سيكون أقل من الطلب الذي سيعرف تزايدا كبيرا خاصة خلال الأيام الأولى من الصيام''. من جهتها، واكبت أسعار الدجاج التطورات الحاصلة وارتفاع سعرها إلى 350 دينار للكلغ بعد أن كان في حدود ال 280 دينار وهي الزيادة التي قال عنها أحد الجزارين وهو مختص في مجال البيطرة ''غياب الرعاية الصحية الصحيحة والنقص الفادح في اللقاحات الخاصة بالدواجن هو السبب الذي كان له انعكاسا كبيرا على السوق وتسبب في ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى مستويات قياسية لم تسجل من قبل بعد أن هلكت عشرات الآلاف من الدواجن خلال فصل الشتاء بسبب البرد القارص وحاليا بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء، يضاف لذلك إنتشار بعض الأوبئة على غرار الكوليباسيلوز الغومبورو الكوكسيديوزو الكلوستريديوز، التي عجز المربون عن احتوائها بسبب قلة التلقيح من جهة وغياب الوعي عند المربين من جهة أخرى''. نداءات لمقاطعة اللحوم والمواد التي ارتفعت أسعارها خلال شهر رمضان ''مقاطعة المواد التي ارتفعت أسعارها'' كان من بين القرارات التي خرج بها المجتمعون في اللقاء التقييمي الذي نظمته الفدرالية الولائية للمتقاعدين بقسنطينة يوم أول أمس، حيث أنه وبعد أن استنكر أعضاء المكتب الولائي وممثليهم الإرتفاع الفاحش الذي مسّ المواد الضرورية واللحوم بنوعيها دعوا إلى مقاطعة جميع المنتجات التي تغيرت أسعارها وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل ووضع حد لممارسات التجار غير القانونية وهو القرار الذي سار على خطاه العديد من المتقاعدين بقسنطينة وعزموا على مقاطعة كل السلع التي ارتفعت أسعارها لغاية عودتها إلى سابق عهدها. الشريف، وهو متقاعد التقت به الجريدة على مستوى سوق الدقسي، قال ''أنا والعديد من أمثالي قررنا مقاطعة بعض المنتجات أولا لأن إرتفاع أسعارها جعلنا غير قادرين على شرائها ومن جهة أخرى لنسمع صوتنا للجهات المختصة وندعوها لتطبيق قراراتها التي وعدت بها الشعب على أرض الواقع لأننا لحد الآن لم نشاهد منها أي شيء والتجار يبيعون كما يحلو لهم من دون رقيب ولا حسيب''. حتى المشروبات الغازية والمعدنية ارتفعت أسعارها إن الإرتفاع في الأسعار لم يقتصر على الخضر واللحوم فقط، بل امتد لسلع أخرى تعرف إقبالا كبيرا عليها هي الأخرى خلال شهر رمضان ويتعلق الأمر بالمشروبات الغازية التي ارتفع سعرها ب 01 دنانير للنوعية منها ''الماركات المعروفة '' و5 دنانير للعادية، وهو نفس التغيير الذي مسّ المياه المعدنية التي ارتفعت ب 5 دنانير هي الأخرى لأسباب قال عنها أصحاب بعض المحلات أن الصانعين هم من أقروا هذه الزيادات وما على التجار سوى مواكبتها.