خلف القرار الذي أصدره والي ولاية قسنطينة نهاية الأسبوع الماضي، الذي يقضي بمنح تراخيص استثنائية لبعض الشاحنات دون أخرى من أجل استعمال الطريق الذي يقطع قلب المدينة وقت المنع حالة من الاستياء وسط أصحاب مركبات الوزن الثقيل الذين طالبوا بالمساواة من خلال تعميم الاستفادة على الجميع أو إلغائها نهائيا.. أصحاب الشاحنات ولليوم الثاني على التوالي قاموا صباح أمس، بوقفة احتجاجية على مستوى مفترق الطرق بحامة بوزيان، رافعين شعارات طالبوا فيها بإلغاء القرار بالنظر للضرر الذي تسبب فيه لأعمالهم التي توقفت بشكل مفاجئ ودعوا المسؤول الأول على الولاية إلى إعادة النظر فيه على الأقل بالنسبة لأصحاب الشاحنات الذين يسكنون الولاية. ممثل عن المحتجين قال ''نشاطنا يقوم أساسا على تموين مختلف المؤسسات والمراكز الموجودة بقلب المدينة ويتطلب الوصول إليها استعمال الطرق التي تم منع الشاحنات من عبورها وهذا أمر أثر بشكل كبير على نشاطنا وبات يهدده بالزوال''. هذا، ويشمل قرار والي الولاية الاستثنائي أصحاب الشاحنات التي تتكفل بنقل المواد الغذائية، التي تمون الورشات والمشاريع بالمواد الضرورية للبناء سواء كانت خاصة أو عمومية وهو ما لم يستسغه أصحاب الشاحنات الكبيرة التي كانت تقطع المدينة بمعدل يصل إلى 8 آلاف مركبة بين الذهاب والإياب يوميا وطالبوا بحقهم في الاستفادة منه من دون قيود خاصة، كما أبدوا استياء كبيرا من المحاور البديلة التي تم خلقها، وفي ذات السياق أضاف أحد المحتجين ''المحاور البديلة التي تم خلقها لنا لا تستوفي شروط السلامة والأمن كما أنها طويلة جدا وتضطرنا لقطع عشرات الكيلومترات الزائدة لنعود إلى نقطة كنا نصلها في أقل من 20 دقيقة وحاليا أصبحت تتطلب ساعتين من الزمن لبلوغها''، وأضاف آخر ''لم يتبق الكثير على موعد فتح الطريق السيار وكان من المفروض انتظار ذلك الموعد لاتخاذ مثل هذه القرارات اللامسؤولة''. من جهة أخرى، هدد المحتجون بمقاضاة مديرية النقل ووالي الولاية في حال لم يتم إدخال تعديلات عليه وهو ما رد عليه مدير النقل بالولاية بالقول بأن القرار واضح وجاء بغرض تنظيم حركة السير وفك الاختناق عن المداخل وتخليص المدينة من أزمة سير عانت منها لسنوات طويلة وأن الرخص الاستثنائية التي تم وضعها من قبل والي الولاية واضحة هي الأخرى وما يتحجج به الناقلون أمورا واهية لأنه بإمكان من هم بحاجة لدخول المدينة في أوقات المنع الحصول على رخصة حيث يكفي التقدم لمصالح البلدية لاستلامها بشرط أن يكون سبب الدخول يوافق الشروط المطلوبة. من جهة أخرى، فقد عرفت حركة السير بقلب مدينة قسنطينة انتعاشا كبيرا، حيث أن أصحاب المركبات لم يجدوا أي صعوبة في التنقل على مر الخطين اللذان تم منع حركة الوزن الثقيل بهما، وهو ما استحسنه سكان الولاية الذين أصبح بإمكانهم التنقل بكل سهولة بين أحيائها وخاصة وسط المدينة التي كانت ممنوعة عنهم في وقت سابق بسبب الاختناق الكبير في حركة السير.