تشهد محلات بيع اللحوم المجمدة بمدينة تيزي وزو، إقبالا واسعا من طرف مواطنيها، حيث باتت هذه المحلات الملاذ الوحيد للفقراء ومحدودي الدخل وحتى ميسوري الحال وذلك بسبب عدم قدرتهم شراء نظيرتها الطازجة نتيجة التهاب أسعارها خلال شهر رمضان. ساهم الارتفاع المذهل الذي تعرفه أسعار اللحوم الطازجة خلال شهر رمضان الفضيل على تنشيط تجارة اللحوم المجمدة بمدينة تيزي وزو، حيث أضحت مثل هذه المحلات التي تنامت كالفطريات بالمنطقة عكس ما كانت عليه في السابق أين كان عددها يعد على الأصابع، الوجهة والملاذ الوحيد لفقراء ومحدودي الدخل وحتى ميسوري الحال لمجابهة ظروف غلاء المعيشة. ومن خلال الجولة الاستطلاعية التي قامت بها ''الجزائر نيوز'' في بعض محلات بيع اللحوم المجمدة المتواجدة بعاصمة جرجرة، التمسنا ومن خلال الطوابير الطويلة للمواطنين التي كانت تميز أغلبيتها، تغير الفكرة المكتسبة لدى المستهلك المحلي في بداية تسويق هذا النوع من اللحوم المتمثلة في عدم صلاحيتها للاستهلاك نظرا لعدم يقينه عن مصدرها، لكون أن المتوفر منها في السوق يتم استيرادها من البلدان الأجنبية على غرار الهند والبرزايل ونيوزيلندا، كما تعد طريقة حفظها بما يتوافق مع الشروط المحددة قانونيا خصوصا المتعلقة بضرورة احترام سلسلة التبريد، الهاجس الذي تسبب في أول الأمر في نفور المواطنين من مثل هذه السلع. وفي السياق ذاته، ومن أجل معرفة السبب الرئيسي لإقبال المواطنين على اللحوم المجمدة، وبهدف التأكد أيضا إن كان ذلك قناعة منهم، أم هي نتيجة حتمية فرضتها غلاء القدرة الشرائية والتهاب أسعار اللحوم الطازجة، اقتربنا من أحد المحلات الواقعة بالطريق الرئيسي لمدينة تيزي وزو، حيث أكد (محمد)، وهو رب عائلة في الأربعين من عمره، أن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى اقتناء اللحوم المجمدة هو أسعارها المعقولة التي اعتبرها في متناول الجميع مقارنة لما تعرفه من غلاء نظيرتها الطازجة والتي تصل نسبة الفارق بينهما حتى 40 بالمئة خاصة خلال أيام شهر الصيام الجاري، حيث قال وفي هذا الصدد ''لا أخف عن رغبتي بتناول اللحم الطازج ولكن جشع بعض التجار واستغلالهم لحاجة الناس حرمني من ذلك''. كما أرجع (علي)، مالك محل لبيع اللحوم المجمدة بالمدينة العليا بتيزي وزو، تزاحم المواطنين على سلعه المعروضة، لضعف قدرتهم الشرائية وكذا قناعة منهم على صلاحية استهلاكها خصوصا مع اتساع نطاق استهلاكها من طرف المواطنين ليس فقط خلال شهر رمضان وإنما حتى الأيام العادية نظرا لاحترامه شروط النظافة وسلسلة التبريد. على صعيد آخر، أكد معظم الزبائن على مستوى محلات بيع اللحوم المجمدة التي قصدناها في جولتنا، على أن توجههم إلى شراء مثل هذه السلع حرّكته عدة عوامل تضاف إلى تلك المتعلقة بغلاء أسعار اللحوم الطازجة، على غرار توفر لديهم الاختيار ما بين السلع المعروضة سواء تعلق الأمر باللحوم الحمراء وكذا البيضاء خصوصا الأسماك منها -بحسبهم- لاسيما بعض الأصناف منها، أسعارها لم تتغير وبقيت ثابتة كما كانت عليه في السابق. عكس ما تشهده الطازجة منها في السوق المحلية التي لا يقدر عليها الكثير منهم لمحدودية دخلهم.