إستمرارا لفعاليات تكريمات عمداء الفن الجزائري، ضمن ليالي «ألف نيوز ونيوز» الرمضانية بفضاء «بلاصتي»، وبحضور كل من فرقة سليمان فطان للشعبي، والشاعر أمين آيت الهادي، تم ليلة أول أمس تكريم الشيخ عمر الزاهي، واحد من أعمدة الأغنية الشعبية في الجزائر. توسطت القراءات الشعرية لأمين آيت الهادي وصلتين غنائيتين لفرقة سليمان فطان، بداية مع مقطوعة «يا محل الجودي»، ثم «يا الوحداني». موسيقى فرقة فطان تندرج ضمن الشعبي الكلاسيكي، الذي يرضي الذائقة الفنية للمستمع، دون أن ينجرف وراء موجة إرضائه عبر المقامات الموسيقية السريعة، ومن هنا جاءت التجربة كمحاكاة لموسيقى الشعبي القديمة، التي ترتكز على القصيد في المقام الأول، وتتمه بالتوزيع الهادئ للحن. ولم يخرج الشاعر أمين آيت الهادي من الجو الهادئ للأمسية ، ليقرأ مقاطعا من مجموعته الشعرية «شعر حرام... وكلمات حب» بمرافقة موسيقية لأحمد شعبي على الموندول. ورغم الهدوء الذي ميز قراءات آيت الهادي، إلا أن الجرأة اللفظية بما يتناسب مع عنوان المجموعة الشعرية الصادم كانت حاضرة، يقول «أريد ضمك بين ذراعيّ، أنت القوية في وجه الرياح»، «أنا دون رؤية، دون عقل»، ولم يكتف آيت الهادي بالقصائد الغزلية، بل ظهر غير منفصل عن هموم الشباب، أحلامهم وطموحاتهم، التي يُشهد الورق عليها، وإن كان مصيرها الضياع. آيت الهادي كتب «عودة إلى الصمت» رغم أنه استثمر وقت وصلته بطريقة توزعت بين القراءة للجمال والحب والحياة، وبين التشكيك في مدى إمكانية تحقيق السعادة، في قصيدة «حفلة الشك» التي استدعى بها فرقة فطان، لتقدم وصلتها الثانية التي تمثلت في مقطوعة «روح يا الأمان»، واختتمت السهرة على وقع مقطوعات موسيقية أخرى من ريبرتوار الشيخ الزاهي.