يعيش العديد من مواطني البلديات الشرقية لبومرداس منذ قرابة أسبوع جحيما لا يطاق بسبب الحرائق التي نشبت ببلديتهم وانعدام الماء، مما جعل العديد منهم في رحلة بحث عن منابع طبيعية بعدما غابت قارورات المياه المعدنية عن الأسواق. أكد مواطنو بلديات عمال، الناصرية، تيمزريت، الثنية وزموري التي عرفت اندلاع ألسنة النيران بغابتها، أن موجة الحر الشديدة التي تعرفها المنطقة ولهيب الحرائق التي نشبت جعلت حياتهم جحيما لا يطاق. وقال العديد من مواطني بلدية تيمزريت الواقعة شرق الولاية، إنهم لم يحتملوا المكوث بمنازلهم نتيجة الدخان الكثيف الذي غطى البلدية ودرجة الحرارة المرتفعة التي تشهدها، واضطروا لقضاء أوقاتهم بحثا عن ظل شجر ينجيهم من لفحة الحريق، فيما لجأت بعض العائلات التي لها رضع إلى أقاربها في مناطق أخرى بحثا عن الأمان، على حد قولهم. الوضعية نفسها عاشها سكان قرية القلعة ببلدية عمال الذين أكدوا أن ألسنة النيران كادت أن تخترق منازل العديد من العائلات التي كانت محاصرة، على حد قولهم، لولا تدخل المواطنين ورجال الإسعاف الذين أخمدوها، وقال محدثونا إنهم يجهلون سبب اندلاع الحريق فجأة والذي أتي على الأخضر واليابس، مشيرين إلى أن حقول الزيتون التي تشتهر بها المنطقة تحوّلت في لحظة إلى رماد، وأضاف محدثونا إن العديد من الأشخاص الذين لم يحتملوا الحرارة الشديدة ودخان الحرائق نقلوا للمستشفى بعد تعرضهم لإغماءات وحالات لا وعي خاصة المسنين والمصابين بأمراض تنفسية. ومازاد من استياء سكان هذه المناطق غياب الماء الشروب عن حنفياتهم لمدة تزيد عن شهر وتجرعهم الأمرين حيال هذه الوضعية التي أجبرت العديد من العائلات على اقتناء صهاريج المياه بأسعار تتراوح ما بين 1500 دج و2000 دج للصهريج، والذي يقتصر استعماله على الغسل فقط، وقال آخرون حتى هذه الصهاريج لم تعد في متناول الجميع، وأن اقتناءها يخضع لرابطة القرابة والمقايضة في أحيان كثيرة، يقول محدثونا، الذين أكدوا أن حتى قارورات المياه المعدنية غائبة عن السوق. المنابع الطبيعية منقذ العائلات من عطش تحوّلت المنابع الطبيعية إلى منقذ العديد من العائلات بعد انعدام الماء الشروب عن حنفياتهم من جهة، وغياب قارورات المياه المعدنية في الأسواق، من جهة أخرى، بسبب كثرة الطلب عليها خلال هذه الأيام التي تعرف ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة وألسنة النيران التي تحاصر المناطق الشرقية للولاية، إذ أصبح الهم الوحيد للعائلات العثور عن منبع طبيعي لملء قواريرهم والاستمتاع بماء طبيعي لا يمكن لمسؤول غلق منبعه، حسب تعبير العديد من المواطنين، الذين قالوا إن هذه المنابع الطبيعية التي كانت مهملة منذ سنوات، أصبحت محل اهتمام كبير من طرف المواطنين الذين قاموا بتخصيص منافذ ومسالك مؤدية إليها لتسهيل مرورهم وملء قواريرهم، مؤكدين أن هذه المياه التي تبعث من الأرض تحمل الكثير من الحياة لهم بعدما جف ريقهم بسبب موجة الحر من جهة، وانعدام الماء من جهة أخرى، إذ لجأت العائلات إلى هذه المنابع للغسيل متذكرين السنوات الفارطة التي كانت النسوة تتجه إلى هذه المنابع للغسيل بعد الفترة المسائية، حيث تختار النسوة الظهيرة للغسيل فيها نتيجة قلة الحركة بها، ليقوم الرجال في الفترة المسائية بملء القوارير، فقد أصبح منبع “عين زنزلة “بالطريق المؤدي إلى بلدية تيمزريت مقصد العائلات التي تصطف على حافة الطريق تنتظر دورها، وتعتبر العديد من العائلات التي تقصد المنبع الذي ظهر بعد زلزال 2003 وسمي على أساسه، أنه شفاء من بعض الأمراض، كما تشهد العديد من المنابع الطبيعة الوضعية نفسها مثلما هو الحال لمنابع “اماغنينان" و«بويفري “ ببلدية الناصرية. تسجيل 108 حريق منذ شهر جوان كشف مصدر من محافظة الغابات لبومرداس، عن تسجيل هذه الأخيرة ل 108 حريق منذ شهر جوان الفارط والذي تسبب في إتلاف 832 هكتار من المساحات الغابية منها 49 هكتارا من الغابات، أكثر من 395 أدغال وأزيد من 176 أحراش، كما تسببت الحرائق في إتلاف 42 وحدة نحل و78 هكتار من الأشجار المثمرة، بينما سجلت خلال الفترة الممتدة من 12 أوت إلى غاية 20 من الشهر نفسه، 21 حريقا تسبب في إتلاف 187 هكتار من المساحة الخضراء من بينها أزيد من 21 هكتارا غابات، 97 هكتارا أدغال و30 هكتارا أحراش وإتلاف 10 وحدات نحل، مشيرا إلى أن الأربعاء الفارط وحدها عرفت اندلاع سبعة حرائق بكل من بوحماد بزموري الذي أتلف بها هكتارين من الأحراش، بوشوك بالأربعطاش أتلف بها هكتار، بوعروس بالثنية، القلعة بعمال وحريق آخر بكل من سيدي داوود وتيمزريت.