يتصبب العرق على جبينه وهو يدخل سطور كاتب ياسين، حيث تسكن “نجمة" و “لخضر" وكل بني كبلوت، وكثير من الجزائريين الذين رحلوا إلى خيالهم ليجدوا السكينة المفقودة بعد احتلال أرضهم. عندما يقف أقومي أمام الجمهور يقابل أوراقه البيضاء المخطوطة بجمل ياسينية، ينسى أننا أمامه، يتوضأ بلحظة صفاء، تبعده عن زيف الواقع اليومي، تجعله يردد بلا خوف وبكثير من العشق والحرمان، من رجل الغرام كاتب. أقومي في كل مرة يدعى فيها إلى قراءة مسرحية لإحدى نصوص كاتب ياسين أو غيره، يعلن عاليا أن عقد القران بين الأدب والمسرح زواج جائز، وارتباط ممكن وطبيعي، بل هو الأصل الذي سعت عقول باهتة إلى تبديدها. أقومي رجل مسرح، ووجه سينمائي وتلفزيوني مخضرم، ما زال أنيقا حينما ينطق بلغة موليير، وهو أيضا رجل أديب، يحترم الفعل والفاعل، ولا يخطأ إعراب أصحاب القلم والكلمة.