انتهى مسلسل خلافة منصب محند الشريف حناشي رئيس شبيبة القبائل، حيث انتخب، أول أمس، سامي إدريس رئيسا جديدا للفريق الهاوي للكناري لعهدة مدتها 4 سنوات، على هامش اجتماع الجمعية العامة الذي انعقد بمقر الكناري بتيزي وزو، خلفا لحناشي بعد 19 سنة كاملة قضاها في منصب الرئاسة، ليضع حدا للجدال القائم منذ سنوات ويفتح صفحة جديدة للفريق الأكثر تتويجا بالجزائر. استطاع سامي إدريس أن يحقق إجماعا من طرف أعضاء الجمعية العامة لنادي شبيبة القبائل، حيث تحصل على أصوات 76 عضوا من أصل 77 عضوا تتضمنه الجمعية العامة، وكانت نتائج الانتخاب متوقعة من قبل باعتبار سامي إدريس هو المترشح الوحيد لخلافة محند الشريف حناشي في منصبه، وأنه الشخص الذي يلقى تأييدا كبيرا من أعضاء الجمعية العامة وكذا من طرف محند الشريف حناشي، هذا الأخير الذي اعترف أنه هو من اقترح منذ مدة على سامي إدريس خلافته وطلب منه الترشح بعد أن قدم له كل الضمانات، حيث أكدت مصادر من بيت الكناري أن سامي إدريس يعتبر رجل الثقة لحناشي، منذ أن تولى منصب رئاسة فرع كرة اليد، مضيفا أن سامي إدريس ضخ أموالا كبيرة في خزينة الفريق المحترف وله أغلب أسهم النادي. وقد جرت الانتخابات في أجواء أخوية ميزها هدوء تام وتنظيم محكم بعيدا عن كل الخلافات والمشاكل التي كانت الشبيبة تعيشها منذ سنوات لاسيما خلال السنة الأخيرة بعدما ظهرت لجنة من قدامى لاعبي الشبيبة والأنصار تحاول الإطاحة بحناشي من منصبه، ولم يتأخر أعضاء الجمعية العامة في اختيار الرئيس الجديد للنادي الهاوي واختيار سامي إدريس بعد استكمال كل الإجراءات القانونية والتنظيمية المعمول بها. سامي إدريس: سأعيد شبيبة القبائل إلى مكانتها الحقيقية أول تصريح أدلى به الرئيس الجديد لشبيبة القبائل سامي إدريس بعد انتخابه رسميا في هذا المنصب هو “سأعمل كل ما في وسعي وسأبذل جهدا أكبر لأجل إعادة شبيبة القبائل إلى مكانتها الحقيقية لأن هذا الفريق يملك تاريخا من ذهب وغال على قلوبنا وعلى منطقة القبائل والجزائر عامة"، مضيفا “سأواصل نهج الرؤساء السابقين الذين صنعوا أمجاد الشبيبة وسيكون التسيير في المستوى، وسنواصل في صنع أفراح الجمهور بتحقيق إنجازات مشرفة"، مشيرا إلى أنه سيركز بالدرجة الأولى على إرجاع كل أنواع الرياضات لنادي الشبيبة التي اختفت عن الوجود لأسباب متعددة. وعبر سامي إدريس عن سعادته الكبيرة بهذا المنصب واعتبره “حلم"، مصرحا أنه يضع ثقة كبيرة في محند الشريف حناشي لتقديم له المساعدة وتوفير الإمكانيات قصد تحقيق الأهداف “شخص واحد لن يحقق أي شيء، بل العمل الجماعي هو الأساس في صنع فريق قوي ومنظم وأنا شخصيا أثق في حناشي وأعرف أنه لن يبخل في مساعدتنا والوقوف معنا". واعترف سامي إدريس بأن هناك عملا كبيرا ينتظر النادي “أعرف أن المسؤولية التي تنتظرني كبيرة جدا، وأعترف أن هناك عملا كبيرا ينتظرني، لكن لن أخيب أمل الذين وضعوا ثقتهم فيّ". من جهة أخرى، وجّه إدريس سامي أول نداء للسلطات الولائية والمحلية ليطالبها بضرورة مساعدة النادي ماليا وماديا ومعنويا مثلما تفعله أغلب ولايات الوطن، وتعهد أنه سيعيد الاعتبار للرياضة بولاية تيزي وزو “تنقصنا فقط الإمكانيات لتحقيق كل الأهداف، وسنعمل بجهد قصد إقناع المعنيين بمساعدتنا". حناشي يتعهد بمساعدة سامي إدريس ويطالب الجمهور بالعودة إلى المدرجات للوقوف مع النادي عبر محند الشريف حناشي عن ارتياحه الكبير من نتائج انتخابات الجمعية العامة، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد للنادي الهاوي لشبيبة القبائل سامي إدريس هو “الرجل المناسب" لتولي مهمة تسيير الفريق، مؤكدا أن “سامي إدريس يعرف جيدا بيت الكناري ويتمتع بقدرات ومؤهلات جيدة تسمح له بتسيير الفريق على أحسن وجه". وتعهد حناشي بتقديم كل المساعدات المادية والمعنوية للرئيس الجديد قصد القيام بمهامه على أحسن وجه وتحقيق الأهداف المرجوة “سأقف إلى جانب سامي إدريس وسأوفر له كل الإمكانيات الضرورية"، مشيرا إلى أن تسيير نادي بحجم شبيبة القبائل ضروري أن يكون بالتعاون “لن يكون هناك فرق بين الفريق الهاوي والمحترف، سنعمل على صنع فريق واحد قوي ومكتمل وذلك سيتحقق بعمل جماعي مشترك". من جهة مقابلة، وجه حناشي رسالة إلى الجمهور يدعوهم إلى العودة إلى الملعب للوقوف إلى جانب شبيبة القبائل ومساعدتها بهدف تحقيق مشوار كروي إيجابي هذا الموسم “حلمنا أن نرى الجمهور يعود إلى الملعب"، مضيفا “أنا أوجه للجمهور نداء مباشر للعودة بقوة وبأعداد هائلة إلى المدرجات للدفاع عن ألوان الشبيبة والاتحاد والتعاون لتشييد فريق كبير وقوي". كما اعترف حناشي في رسالته أن شبيبة القبائل واجهت أصعب الفترات في الآونة الأخيرة “لا يمكن أن ننسى الأوقات الصعبة التي عاشها الفريق والتي كادت أن تمحوه من الوجود وبفضل الله بقيت الشبيبة مرفوعة الرأس وستبقى الفريق الوحيد بالجزائر الذي لم يسقط إلى الأقسام السفلى"، وكشف حناشي أن الفضل في تحدي الشبيبة للصعاب يعود أيضا إلى “أشخاص أوفياء كانوا في الظل لكنهم نجحوا في حفظ المشعل وإنقاذ النادي بفخر وشجاعة". للإشارة، فإن رحيل حناشي من رئاسة النادي الهاوي يمكنه من التفرغ أكثر للنادي المحترف، خصوصا وأنه متمسك بالشبيبة وله أسهم كثيرة في الشركة. حناشي ينتصر على معارضيه المتتبع لأمور شبيبة القبائل هذه الأيام يكتشف أن محند الشريف حناشي قد حقق أهدافه الرئيسية التي كان يرغب الوصول إليها منذ ظهور الجناح المعارض له والذين طالبوا برحيله من شبيبة القبائل، حيث استطاع حناشي أن ينتصر بطريقته على المنتقدين لسياسته والراغبين في تولي منصبه، فقد حقق هدفه المتمثل في التخلي عن منصبه للشخص الذي “يستحقه"، ويعتبر حناشي سامي إدريس “الرجل المناسب" الذي يستحق خلافته، وأظهرت نتائج الجمعية العامة لشبيبة القبائل المخصصة لانتخاب خليفة حناشي أن هذا الأخير ألحق ضربة قاضية بمنتقديه بعد انتخاب 76 عضوا على سامي إدريس من أصل 77 عضوا، والكل يتساءل عن مصير هؤلاء المنتقدين؟ لماذا لم يعودوا إلى عرقلة اجتماع الجمعية العامة الأسبوع الماضي المخصصة للمصادقة على الحصيلة المالية والأدبية للموسم المنصرم وكذا اجتماع انتخاب الرئيس الجديد؟ رغم أنهم قاموا بعرقلة نهاية السنة المنصرمة اجتماع الجمعية العامة. وفي هذا الصدد أكدت مصادر مقربة من بيت الكناري أن هؤلاء تأكدوا من هزيمتهم مسبقا بعد أن هيأ حناشي وإدارته كل شيء لمنح منصبه للشخص الذي يراه الأقرب إليه بعد أن اختار سامي إدريس كرجل ثقة.