لقي اثنى عشر شخصا مصرعهم على مستوى الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين الغرب و الشرق، وبالتحديد في المنطقة المسماة القاردي، الحافلتان اللتان كانتا تسيران في اتجاهين متعاكسين التقتا وجها لوجه على مستوى هذه المنطقة بعد تجاوز خطير للحافلة القادمة من مدينة تبسة والمتجهة نحو وهران، مما أدى إلى اصطدامهما في المنطقة المذكورة، وخلف وفاة أحد عشر شخصا على الفور وآخر في طريق نقله إلى المستشفى، منهم تسعة رجال وثلاث نساء و طفلان· وحسب شهود عيان وعدد من الجرحى، فإن صاحب الحافلة القادمة من تبسة من نوع مرسيدس هو الذي تسبب في ذات الحادث، بعدما وجد صاحب الحافلة الثانية نفسه أمامه في أحد أخطر المنعرجات من الطريق الوطني رقم .40 مافيا النقل بوهران تسببت في الحادث حسب عدد من الجرحى والشهود الذين التقتهم ''الجزائر نيوز'' في زيارتها لعين المكان ومستشفى قصر البخاري والقادمين من وهران، فإن صراع شركات النقل وأصحاب الحافلات على أماكن الحجز، له دور كبير في هذا الحادث، بعدما كان من المقرر أن يتنقلوا في حافلتهم المذكورة و التابعة لمؤسسة ''زعير''، غير أن تفضيل القائمين على حجز الأماكن على مستوى محطة وهران، حسب هؤلاء المسافرين، ''تسهيل'' التابعة لشركة أمين على المؤسسات الأخرى، أدى إلى تأخير حافلتهم بأكثر من 3 ساعات، هذا ما جعل سائق الحافلة يصاب بحالة من الإحباط حسب هؤلاء، وطالب المصابون من المصالح المعنية والقائمة على قطاع النقل بوهران، بفتح تحقيق في تجاوزات عمل المحطة البرية بذات المدينة· 7 عسكريين وشرطي لقوا حتفهم ذكر عدد من الأشخاص، أن من بين الضحايا المصابين، عدد من العسكريين من الذين يؤدون الخدمة الوطنية والمتعاقدين في صفوف الجيش الوطني الشعبي ومصالح الدرك الوطني، وحسب أحد الأقارب، أكد لنا أنه فقد ابنه في هذا الحادث، وهو شرطي تنقل إلى عائلته في برج بوعريريج على أن يعود إلى مكان عمله في هذه الحافلة، غير أن أجله حل وتوفي هذا الابن البار حسب الوالد في هذا الحادث · تضامن كبير من سكان قصر البخاري مع عائلات الضحايا نوهت عائلات الضحيا والمصابين بكل ما فعله سكان قصر البخاري الذين أظهروا تضامنا كبيرا في التعامل مع هذه الكارثة، بحيث سارع عدد من الشباب فور الحادث إلى المستشفى أين شكلوا طوابير للتبرع بالدم، بالإضافة إلى مساعدتهم المعنوية و المادية، حيث قدموا للضحيا عددا من الألبسة والأدوية، وتكفلوا بنقل عدد منهم إلى ذويهم· مؤشرات -- تسببت مركبات النقل المشترك للمسافرين ونقل البضائع خلال 3 أشهر الأولى ل 2009 في 2477 حادث مرور· -- خلال السداسي الاول من السنة الجارية تسببت في 3024 قتيل· -- الحافلات وحدها ومركبات النقل الجماعي تسببت في 599 قتيل خلال 6 أشهر، أسفرت عن 5383 ضحية، منهم 503 قتيل، ما معدله 21.07 بالمائة من مجموع مختلف الحوادث -- مركبات النقل الجماعي تسببت في 371 حادث --خلفت 64 قتيل و 783 جريح، ما معدله 14.98 بالمائة من مجموع حوادث المرور 88.91 بالمائة ترجع أسبابها الى العامل البشري، 11.09 بالمائة تعود إلى وضعية المركبات والطرقات· المصابون يتحدثون عن الحادث ياسين مقراني (20 سنة طالب جامعي من تبسة ): ''صدقوني، لم أصدق بعد ماذا حدث لي حتى الآن و أنا أتحدث إليكم، الصدمة كبيرة كنت نائما فإذا بي في المستشفى لم أشاهد شيئا، أتذكر فقط عندما استيقظت ووجدت الممرضين يضعون لي الأدوية، و الله هذا شيئ رهيب، أشخاص كانوا أمامي تكلمت معهم ماتوا''··· خنوس جيلاي (22 سنة) : '' لم أكن مستيقظا، فالحادث حسب ما أكدت لي امرأة كانت أمامي وقع بالتحديد على الساعة 3:50 صباحا، المشهد مرعب نحن من أنقذنا الجرحى و أخرجناهم، لأن المنطقة تقع في محيط معزول ولولا بعض أصحاب سيارات الأجرة و عدد من المواطنين لكانت الكارثة أكبر وأولى مركبات مصالح الإسعاف وصلت بعد 30 د من الحادث''· مازة (54 سنة من وهران) : ''فقدت شقيقي وصهره في هذا الحادث، اكتبوها، أنا أتهم عمال المحطة البرية لوهران الذين أخروا إقلاعنا بأكثر من 3 ساعات ووضعوا سائق الحافلة في وضعية لا يحسد عليها، يجب معاقبة هؤلاء، وأناشد الوزير أن يتدخل ويتابع الملف بنفسه ويعاقب هؤلاء الأرهابيين، الحادث وقع بعد أن وجدنا أنفسنا وجها لوجه مع الحافلة الزرقاء التي كانت في حالة تجاوز، وهذا ما أدى إلى كارثة حقيقية''· مقاني عبد الحفيظ (25 عاما من وهران) : ''الصورة الموجودة عندي هي التي رأيت فيها السائق هون ملقى على المقود والدم في أذنيه و انفه، الحمد لله أن هنالك مواطنين عرفوا كيف يتحكمون في الوضع ويخرجوا المصابين ولولا هؤلاء لكانت الكارثة، غير أنني أطلب من الجهات المعنية فتح تحقيق حول مصير هؤلاء الضحايا من نساء وأطفال وآباء''· السائق الثاني للحافلة : ''قبل ساعة من الحادث تناوبت أنا وزميلي رحمه الله وخلدت للنوم، الطريق كانت مظلمة بعض الشيئ وأظن أنه قد نام بعد ذالك''· قائمة الضحايا المتعرف على هويتهم : -- زحاف عبد القادر 31 سنة بوقراد غيلزان -- قادري لحسن 52 سنة عين الكبيرة سطيف -- زعيتر عبد الحليم 38 سنة عين ولمان سطيف -- معزة مهدي 56 وهران -- زحاف خديجة 18سنة بوقراد غيلزان -- مضوي كمال 27 سنة -- فداق حسينة مستغانم -- عنتر عبد المالك 4 سنوات -- قادري لحسن 52 سنة سطيف