توجه عدد من الناشطين المصريين أمس بعد صلاة الجمعة في حملة إلى شارع النبي دانيال بمدينة الإسكندرية الساحلية، لتنظيم مظاهرة احتجاجية، وذلك احتجاجا على الحملة الموسعة التي شنتها مديرية أمن الإسكندرية وشرطة المرافق، لإزالة الأكشاك الخشبية لبيع الكتب، والتي كان يشتهر بها شارع النبي دانيال. ودعا ائتلاف جبهة الصمود بالإسكندرية الجميع للتضامن مع باعة الكتب أصحاب الأكشاك في شارع النبي دانيال، الذين طالتهم يد وزارة الداخلية، وأعلنوا عن تضامنهم ومساعدة أصحاب الأكشاك الخشبية للعودة مرة أخرى بقوة القانون، حيث إن عددا كبيرا منهم يحمل تراخيص، كما دعت الجبهة إلى تجميع أكبر عدد من الكتب من الأعضاء وإهدائها إلى البائعين تعويضا عن خسارتهم الفادحة فجر أمس. وقام عدد من الناشطين والمدونين المصريين، إلى تخصيص صفحاتهم على شبكة الأنترنت لإدانة هذا الفعل الذي يستهدف الثقافة، في زمن الإخوان، وفي استدعاء للتاريخ كتب أحمد مدني المدون على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك": وكأن “جو" الاسكندراني العجوز، قلبه كان حاسسا “وذلك في إشارة إلى المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، كما نقل لقطة من فلمه “المصير" وهو المشهد الذي يتم فيه حرق مكتبة ابن رشد، حيث يعكس فيلم المصير الذي انتج في عام 1997. الصراع الذي يدور بالأندلس في القرن الثاني عشر بين التوجه الفكري الاجتهادي الذي يمثله الفيلسوف العربي ابن رشد - الذي كان قاضي قضاة قرطبة، وبين الفكر المتجمد والمحافظ الذي يمثله الشيخ رياض الذي يدعو إلى التمثل بالسلف. ينتهي هذا الصراع بإحراق كتب ابن رشد. من جهته، دعا الناشط أحمد نصار، مدير مركز نصار لحقوق الإنسان بالإسكندرية، كافة القوى الثورية والوطنية، للالتفاف من أجل إلغاء قرار الإزالة الصادر من مديرية أمن الإسكندرية، معتبرا أن الأمر يمس أحد المعالم الثقافية والتاريخية لمدينة الإسكندرية. كانت مديرية أمن الإسكندرية قد شنت حملة موسعة، وقامت شرطة المرافق بتحطيم الأكشاك الخشبية لبيع الكتب المستعملة، بشارع النبي دانيال، وسادت حالة من الفوضى والاستياء بين أهالي المنطقة والبائعين الذين أكدوا على أن لديهم تراخيص تسمح لهم بمزاولة المهنة، كما أكد البعض الآخر أن تلك هي مهنته، ومصدر رزقه الوحيد، الذي ورثه عن والده، وأن تلك الأكشاك تتوارثها الأجيال، كمهنة شريفة تهدف إلى تنمية ونشر الوعي والثقافة. يأتي هذا بعد يوم واحد من لقاء الرئيس المصري محمد مرسي، بنخبة من الفنانين والمثقفين بقصر الرئاسة وذلك إثر حملة، استهدفت بعض الفنانين المصريين من قبل بعض الشيوخ المحافظين، والذي التزم فيه مرسي بالحفاظ على مفهوم الدولة المدنية، ودور الإبداع والفن في مصر ما بعد الثورة. وقال مرسي في لقائه مع الفنانين والمثقفين الذي اعتذر منه عددا من الفنانين: أن مصر دولة مدنية ديمقراطية ولا مجال لأن تكون دولة عسكرية أو ثيوقراطية - دينية".