في مساء كل يوم خميس، يجتمع المئات من مشجعي كرة القدم في ملعب “حيدرة" البلدي للاستمتاع باللعب الخارق لأطفال حفاة يرتادون “نادي بارادو" الرياضي التابع لأكاديمية كرة القدم “جون مارك غيو". هذا الرجل الذي اختار الجزائر لإطلاق أكاديميته، بعد أن شعر أن أوروبا لم تعد قادرة على إنجاب المواهب، وأن صراع الأكاديميات ضيق مجال الاكتشاف، وقلص حظوظ الناشئين في صقل مواهبهم كما جاء على لسانه. هؤلاء اللاعبين الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 أو 14 سنة سرعان ما تحوّلوا إلى ظاهرة حقيقية، أحيوا الأمل من جديد في مستقبل كرة القدم الجزائرية نظرا لطريقة لعبهم المتميزة، حيث يلعبون حفاة على أرضية يابسة وبدون حارس مرمى. واكتسب المنتسبون لأكاديمية »بارادو« مهارات كبيرة لدرجة أنهم أصبحوا متفوّقين كثيرا على لاعبين آخرين في نفس سنهم، وبفارق كبير في كل مرة. وتثير طريقة لعبهم دهشة وإعجاب المتفرجين. من جهته، الفرنسي آرسن فينغر، أكد إعجابه الشديد بطريقة تكوين لاعبي أكاديمية “جي إم جي بارادو"، التي تعتمد أسسا فريدة من نوعها تحت الإشراف الشخصي للتقني الفرنسي جون مارك غيو الذي يعتبر أحد أفضل التقنيين في العالم حسب فينغر، وسبق له الإشراف على أكاديمية أسيك ميموزا الإيفوارية، والتي تخرج منها أفضل اللاعبين الإيفواريين، كما أن هذه الطريقة التي تعتمد على تدريب اللاعبين ومشاركتهم في المباريات من دون أحذية ومن دون حارس مرمى هي الطريقة الأمثل لتكوين المواهب الشابة، وصقل التقنيات العالية التي يمتلكونها. جون مارك غيو البالغ من العمر 67 عاما، صاحب النظرات الثاقبة، والمهووس بعشق “لماصيا" مدرسة برشلونة، أفنى زهرة شبابه في اكتشاف المواهب، وما زال يتطلع إلى المزيد. اختار الجزائر لمواصلة هوايته، بعد أن شعر أن محاربي الصحراء في حاجة إلى من يساعدهم، ويبحث لهم عن أشبال يشكلون الخلف ويساندونهم في منحتهم. حينما تتحدث إلى غيو، تشعر أنك أمام موسوعة كروية قائمة الذات، عينه على ما يجري في إفريقيا كرويا، وقلبه مع أوروبا. تارة يقفز إلى آسيا ثم يعود بك ما إلى يجري في جنوب أمريكا. يحفظ عن ظهر قلب أسماء كل المواهب المقبلة في سماء كرة القدم، ويتوقع أن يكون النجم الساطع هذه المرة من فيتنام أو مدغشقر. لم لا وهو يعرف خبايا القطرين، ولديه أكاديميتان، وواثق أن المستقبل هناك، حيث التواضع