في مساء كل يوم خميس، يجتمع المئات من مشجعي كرة القدم في ملعب «حيدرة» البلدي للاستمتاع باللعب الخارق لأطفال حفاة يرتادون «نادي برادو» الرياضي التابع لأكاديمية كرة القدم «جون مارك غيو». هؤلاء اللاعبين الصغار الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 أو 14 عاما وتلقبهم الصحف الجزائرية "موهوبي اللعبة الجميلة" سرعان ما تحولوا إلى ظاهرة حقيقية، حيث يستقطبون جمهورا غفيرا في الملعب كما لو كانوا ناديا من الدرجة الأولى، كما أنهم أحيوا الأمل من جديد في مستقبل كرة القدم الجزائرية. طريقة لعبهم تثير دهشة وإعجاب المتفرجين ويبدي المتفرجون إعجابا كبيرا قد يصل صداه في بعض الأحيان إلى الولايات المجاورة للعاصمة نظرا لطريقة لعب تلاميذ «برادو» حيث يلعبون حفاة على أرضية يابسة وبدون حارس مرمى. واكتسب المنتسبون لأكاديمية «بارادو» مهارات كبيرة لدرجة أنهم أصبحوا متفوقين كثيرا على لاعبين آخرين في نفس سنهم. وعليهم اللعب أمام فرق شابة. وعادة ما يتفوقون عليهم بفارق كبير في كل مرة. وتثير طريقة لعبهم دهشة وإعجاب المتفرجين. وأثارت مهارات اللاعبين الشباب الاستثنائية الكثير من النقاش في الشارع الرياضي الجزائري. وقال «ماجد» وهو رجل أعمال في الأربعينيات من العمر ومتتبع كبير لكرة القدم "مع هؤلاء الصغار، يمكنك أن تأمل أخيرا أن ترى الجزائر يوما ما تصبح بطلا للعالم في كرة القدم. طريقة لعبهم منظر رائع للأعين المتعبة. يتميزون بالسلاسة والانضباط ومواهب لا تصدق، يمكنهم رفع رؤوسهم عالية إلى جانب «زيدان» أو «بنزيمة». في 2007 ..«خير الدين زطشي» و«جون مارك غيو» يؤسسان الأكاديمية سئم «خير الدين زطشي» رئيس النادي ومدير الأكاديمية من انتظار تدخل الحكومة لمساعدة النوادي لتدريب المواهب الكروية الشابة. وفي 2007 التقى ب «جون مارك غيو» وهو لاعب فرنسي دولي سابق كان قد لبس قميص العميد إلى جانب فريقه الوطني في كأس العالم 1978 في الأرجنتين. وبعد تقاعده، أسس مدرسة أبيدجان لكرة القدم التي اكتشف فيها الأخوين الإفوايريين «كولو» و«يايا توري» الذين يلعبان اليوم في «أرسنال» و«إف سي برشلونة» على التوالي قبل الانتقال لفتح أكاديميات أخرى لكرة القدم في إفريقيا وآسيا. ووحد الاثنان جهودهما لفتح مركز تدريبي يحمل اسم «أكاديمية برادو جون مارك غيو»، ليغيرا إلى الأبد وجه كرة القدم الجزائرية. ومن يومها بدأت أجمل حكاية مع أطفال «أكاديمية بارادو». وكان رئيس أكاديمية بارادو «خير الدين زتشي» قد صرح خلال افتتاح الأكاديمية : "فكّرنا في إنشاء مشروع جديد يخدم كرة القدم الجزائرية، واخترنا الأكاديمية لأننا ندرك أن مشكل الكرة الجزائرية يكمن في انعدام التكوين الصحيح للاعبي كرة القدم". ماهرون صغار يداعبون الساحرة المستديرة حفاة وتم اختيار الفصل الافتتاحي للمدرسة المكون من 16 تلميذا من بين 20 ألف طفل مرشح من كل ولايات الوكن. وسُر مسؤولو المدرسة لنظرة الشباب الجدية ورغبتهم في التعلم. ولكن كان على الأفال التأقلم مع بعض الأمور مثل كونهم سيلعبون حفاة. ويقول المدربان إن دفعهم للعب حفاة سيحسن مهاراتهم. ويقول «أوليفيي غيو»، ابن أخ مؤسس الأكاديمية "إنهم أولاد يزنون 30 كلغ. إذا أضفنا الأحذية والجوارب ولصائق الأرجل، فهذا سيثقل كاهلهم". وأضاف :"يبدو الأمر غريبا هنا فقط ، ففي باقي البلدان الإفريقية، من العادي جدا أن يلعب اللاعبون في مثل سنهم حفاة. إذا كنت تريد لاعبا موهوبا تقنيا، فعليه اللعب حافيا. وهذا يمكنه من قذف الكرة بشكل نظيف ودقيق وبحساسية كبيرة". ..ودون حارس مرمى أيضا ويقومون بالتدريب ليس فقط بدون أحذية لكن بدون حارس مرمى أيضا. هذا التدريب بجعلهم يضاهون فرقا كاملة من خصوم أكبر سنا وبأحذيتهم؛ وهذا يجعل مبارياتهم أكثر إثارة من العديد من مباريات أندية القسم الأول المرموقة. ويقول المشجعون إن اللعب السريع بفارق عشرة أهداف يبدو وكأنه لعبة فيديو. وحول سبب لعب الأطفال بدون حارس مرمى، يقول مدير الأكاديمية إنه نظرا لعدم وضوح حجم اللاعبين خلال سنوات، فهناك مخاطرة كبيرة لتدريب أولاد في سنهم على هذه المهمة الحساسة. وبالنسبة للصغار الموهوبين المقبولين في «أكاديمية برادو» وآبائهم المؤيدين لهم، فهذه هي الخطوة الأولى نحو النجومية في كرة القدم. يقيمون في فيلا خاصة بحيدرة وفي مقر إقامتهم، وهي فيلا تقع في بلدية «حيدرة» بالعاصمة، يستيقظ تلاميذ الأكاديمية في السابعة صباحا، ثم يتوجهون إلى الملعب لساعتين من التدريب. وبعض ساعات من الدروس والقيلولة، يستأنفون التدريب حتى الخامسة أو السادسة مساء. وبعد العشاء يمارسون أنشطة أخرى أو يتفرجون على التلفاز إلى حين إطفاء الأنوار في العاشرة ليلا. وتعتني امرأتان بهم في الفيلا. وهناك أيضا مدير تربوي ومراقب للمنزل وسائق. وأوضح مساعد المدرب الذي يقضي مع الأولاد 16 ساعة كاملة في اليوم :" إنهم مثل الأخوة. حيث يقومون بكل شيء تقريبا معا"، ويحلم هؤلاء التلاميذ بأن يتعاقدوا مع أندية أوروبية. وتصل الطاقة الاستيعابية للأكاديمية إلى 80 مكانا، والمنافسة قوية بين أطفال الجزائر. زيزو..إنهم قادمون أحد الجزائريين الصغار شق طريقه أصلا نحو النجومية في كرة القدم. ومنذ أن قدمت الصحيفة البريطانية «صن» للعالم الجزائري «مدين محمد» ، ولقبه المدونون وعشاق الرياضة في أنحاء العالم لاعب كرة القدم المعجزة والبالغ 6 أعوام "زين الدين زيدان المستقبل". وشاهد أزيد من مليون شخص الشريط المصور لمهاراته الخارقة على الميدان. «محمد» الذي هاجر بصحبة أسرته إلى فرنسا قبل ثلاث سنوات حصل على منحة من الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، فيما أفادت أنباء أن قناصي المواهب من «ريال مدريد»و«شيلسي إف سي»يتابعون تقدمه ويترصدون خطواته. اعتبر مدرب أكاديمية «نادي بارادو» الفرنسي «أوليفيي قييو» بأن الجولة التي قام بها الفريق إلى إسبانيا كانت مفيدة للغاية حيث مكنت اللاعبين الشبان من الاحتكاك "بالمستوى العالي"، حيث أوضح «قييو»: "كانت الجولة مفيدة للغاية للشبان الذين أتيحت لهم الفرصة بالاحتكاك بالمستوى العالي جدا. المقابلتان اللتان أجريناهما كانتا غنيتين بالمعلومات، ولو أن عملا كبيرا ينتظرنا". فخلال المباراة الودية الأولى، نجح زملاء «عبدالله بودن» في فرض التعادل على نادي برشلونة الشهير لأقل من 18 سنة بنتيجة (0-0) قبل أن ينهزموا مساء السبت أمام «سيوداد ديبورتيفا فياريال» لأقل من 19 سنة بنتيجة (2-3).