أعفى الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور، سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشتري، من عمله، بعدما طالب الأخير بمنع سياسة الاختلاط التي تنتهجها جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، التي افتتحت مؤخرا تزامنا مع احتفالات المملكة بالعيد الوطني· ووفقا لبيان صادر عن الديوان الملكي السعودي فإن العاهل السعودي أمر بإعفاء، الشتري، عضو هيئة كبار العلماء والعضو المتفرغ في اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى المتفرعة عن الهيئة من عمله، وإبلاغ الأمر الملكي للجهات المختصة لاعتماده وتنفيذه· وكان الشيخ الشتري قد تعرض قبل إعفائه لهجوم من كتاب وصحفيين سعوديين عقب ظهوره في برنامج الجواب الكافي بقناة المجد الدينية السعودية، ورفضه الاختلاط في جامعة (كاوست) ردا على سؤال وجه إليه من أحد المشاهدين· وبدأت الحملة الصحفية ضد الشيخ الشتري يوم، الأحد الماضي، بمقال لرئيس تحرير جريدة الوطن، جمال خاشقجي، وارتفعت وتيرة الحملة إلى 18 مقالا في اليوم التالي، هاجمت في مجملها اعتراض الشتري على مبدأ الاختلاط في الجامعة الجديدة· واعتبر المعارضون لتصريحات الشتري أن غبار ما يسمى ب''الصحوة'' قد انقشع، وتبين أن تحت ردائها تيارا سياسيا استغل الدين أسوأ استغلال، ''وكان التشدد في شأن المرأة حجابا واختلاطا وزينة وعملا واحدا من أهم سبل وآليات ذاك الاستغلال الذي هدفه السلطة لا غيرها''· واتهم بعض منتقدي الشتري إياه بالانتماء للتيار الذي يستخدم الاختلاط فزاعة بشكل أعاق تقدم ومعالجة الكثير من الأخطاء في الحياة اليومية بالمملكة· وكان الدكتور عبد العزيز قاسم، الوحيد الذي كتب مدافعا عن الشتري فقد حمل الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها الشتري مسؤولية إعفاء الرجل من عضوية هيئة كبار العلماء· واستغرب، قاسم، هذه الهجمة التي شنها الليبراليون على الشتري، والتي أكد فيها أنها تتناقض مع مبدأ الحرية في التعبير الذي ينادون به، مشيرا إلى أن الشتري تحدث بكل أدب عندما طالب العاهل السعودي بالتراجع عن مبدأ الاختلاط في الجامعة الجديدة·