أصيب العاصميون بالإنزعاج، صبيحة أمس الأحد، وهم يرون مدينتهم تغمرها المياه من كل جانب بفعل الأمطار التي تهاطلت ليلة السبت إلى الأحد. وقد خلفت هذه الأمطار انهيارات في بيوت قصديرية وانجرافات للتربة بالعاصمة تسببت إحداها في هلاك امرأة وجرح أخرى عندما انجرفت التربة على بيت قصديري مبني على حافة وادي بحي “الفلاح" ببلدية المقرية. وقال المكلف بالإعلام على مستوى المديرية العامة للحماية المدنية الرائد عاشور فاروق أن الأمطار تسببت أيضا في انهيار ثلاثة بيوت قصديرية بنفس المكان، مما تسبب -وفقه دائما- في إصابة ثلاثة نساء أخريات بصدمات نفسية، وقد اضطرت وحدات الحماية المدنية إلى العمل على إجلاء السكان القاطنين بعين المكان مخافة حدوث انزلاقات وانجرافات أخرى للتربة فضلا عن قيامها بعمليات شفط المياه بكل من بلديات الحراش وبراقي وباب الزوار وباب الوادي أين غمرت مياه الأمطار المتساقطة أقبية بعض العمارات. من جانبه، أكد الملازم أول سفيان بختي من المديرية العامة للحماية المدنية أن وحدات هذا السلك قامت ب 58 تدخلا خلال ساعات قليلة فقط وذلك على إثر الأمطار المتهاطلة على العاصمة وضواحيها.. من أجل مد يد العون إلى مواطنين وجدوا أنفسهم في خطر إزاء سوء الأحوال الجوية وقد سجل في هذا الإطار حدوث حالات فيضانات وغمر بالمياه في عدة أحياء بالعاصمة، كما سجل تدخل أعوان الحماية المدنية في حالات أخرى ناتجة عن هذه الوضعية على غرار حالات سقوط كوابل كهربائية. ولاحظ سكان العاصمة والقادمون إليها، أمس الأحد، مدى الصعوبة التي اكتنفت حركة المرور في مدينة بدت وأنها “تغرق" في المياه، وهي ظاهرة ما فتئت تتكرر في كل مرة يسجل فيها تهاطل الأمطار التي حتى وإن سجل سقوطها بكميات محسوسة ليلة السبت إلى الأحد، إلا أن ذلك لا يمكن أن يفسر كل شيء في مدينة تملك فيها السلطات المحلية كل الإمكانيات لتفادي هكذا وضعيات أو معالجتها عند الضرورة. ووجه بوداود عبد الحميد رئيس المجمع الوطني للخبراء المهندسين انتقادات شديدة للقائمين خصوصا على تسيير البلديات عندما يؤكد أن السبب المباشر في انفراط الأمور بهذه الطريقة يعود إلى انسداد البالوعات، مشيرا في الوقت نفسه إلى كون هذه الجماعات المحلية غائبة عن الساحة في مجالات العمران والنظافة، وأن المسؤولين عندنا “لا يراجعون الدروس جيدا" قياسا إلى ما حدث خصوصا مع فيضانات باب الوادي بالعاصمة سنة 2001.