رفع الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني حملاوي عكوشي دعوى قضائية ضد حلفائه في حركة مجتمع السلم، بعد أن أودع الأمين الولائي لحركة أبو جرة سلطاني بولاية البيض قوائم الترشيحات لدى المصالح المعنية لم تحظ بتفويض وموافقة الحليف حركة الإصلاح. تفيد مصادر محلية من البيض أن الأمين الولائي لحركة مجتمع السلم تفاجأ بدعوى قضائية رفعها ضده الأمين العام لحركة الإصلاح يشك فيها أن “حمس" استعملت التزوير واستعمال المزور في التفويض والموافقة على إيداع قوائم المترشحين باسم التحالف لدى المصالح الإدارية، بينما تنص الإجراءات حسب مصدر آخر على أن القائمة المتحالفة باسم تكتل الجزائر الخضراء لا ينبغي أن تودع إلا بعد أن تنال الإشارة الخضراء من القادة الثلاثة، إلا أن التأخر الذي وقع فيه التحالف بالبيض يكون قد جعل الأمين الولائي الحمسي يحل الإشكالية باستدراك التأخر بالإيداع قبل انتهاء الآجال. لكن عدم رضا الإصلاح على التركيبة التي جاءت عليها قوائم البيض جعل قيادتها تؤجل الحسم فيها إلى غاية نيل الإجماع، الأمر الذي لم يحدث، فاستنتج كبير الإصلاح حملاوي عكوشي أنه ما دامت القائمة قد أودعت لدى المصالح الإدارية معناه أنه تم تزوير تفويضه أو توقيع موافقته. هذه المسألة لم يهضمها عكوشي فرفع دعوى قضائية ضد حليفه. وتفيد مصادرنا أن حملاوي عكوشي لم يكن ليفعل ذلك لولا التململ الكبير الحاصل داخل التحالف بسبب سيطرة الحمسيين على جل القوائم الوطنية، البعض من المناضلين يعتبرها منطقية للحجم السياسي الذي تمثله حركة سلطاني والبعض الآخر من أنصار الإصلاح يعتبرها محاولة جرّ وإذعان لا تتماشى ومبدأ الشراكة والتحالف السياسيين. بهذا بدأت حركة مجتمع السلم تدفع الثمن بسبب تحالفها الجديد مع شركائها الإسلاميين، وتخليها عن الأرندي والأفلان. ويصب هذا الرأي في الاتجاه الذي شكله فصيل في حركة مجتمع السلم كان يرى بمناقشة “حمس" خروجها من التحالف الرئاسي تكون ارتكبت خطأ سياسيا واستراتيجيا جسيما وأن نتائج هذه الخطوة التي أملتها “لحظة غضب سياسي"، ستظهر نتائجها لاحقا. وتكون ما أقدمت عليه حركة الإصلاح الوطني التي تعمل ظاهريا مع حركة مجتمع السلم في وئام ووداد كبير، تكون من بين نتائج اللون الأخضر الذي تلونت به ثلاثة أحزاب سياسية ذات مرجعية إسلامية. وتفيد معلومات مؤكدة أن الرئيس أبو جرة سلطاني أجرى اتصالات رسمية مع “نظيره" حملاوي عكوشي لسحب الدعوى، إلا أن الموقف الرسمي للحركة الذي جاء على لسان فاروق أبو سراج الذهب يقول أن “الفعل تعتبره حمس منعزلا لا يرقى إلى فض التحالف الإسلامي وأن حركة مجتمع السلم لما تحالفت مع النهضة والإصلاح إنما كان المقصود لمّ شمل العائلة الإسلامية جمعاء وفتح باب التحالف أمام فصائل سياسية أخرى وقد عبرنا جميعنا عن ذلك في بداية التوقيع على ميلاد التكتل"، وبخصوص الدعوى يؤكد محدثنا أن الأيام القادمة قد تفتح المجال لمراجعة موقف الإصلاح وسحب الدعوى. هذا، وتفيد معلومات مؤكدة أن مناضلي حركة مجتمع السلم في قمة الغضب من حلفائهم الإصلاح ولم يهضموا ما أقدم عليه حملاوي، ومنهم من رأى ضرورة الطلاق الفوري بين التشكيلات “خصوصا وأن موعد الرئاسيات الذي يمكن أن تتقدم فيه الإصلاح بمرشحها مثلما فعلت سابقا مع الدكتور جهيد يونسي، موعد قد يزيد من هوة الاختلاف في حال قدمت حمس مرشحا عنها، مما ينبئ بطلاق حتمي يومها لن يعود فيه للتحالف ذات اللون الأخضر أي معنى، مما يستدعي البحث عن لون آخر قد يكون الأسود على الاثنين معا".