إستأنفت فصائل من المعارضة السورية أول أمس، اجتماعاتها المستمرة منذ الخميس الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث سبل توحيد صفوف المعارضين، الذين يقاتلون حكومة الرئيس بشار الأسد. وقد تواصلت الاجتماعات حتى الساعات الأولى من فجر أمس، وسط تقارير عن إحراز تقدم. ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو المعارضة سهير الأتاسي قولها “لقد اتفقنا على الخطوط العريضة لتشكيل ائتلاف وطني لقوات المعارضة والثورة، وسنواصل مشاوراتنا حول التفاصيل يوم الأحد المقبل". ونقل عن المعارض رياض سيف قوله إن احتمالات التوصل إلى إتفاق تبلغ 90 في المئة. ويتعرض المجلس الوطني السوري، وهو أحد أكبر فصائل المعارضة في الخارج، لضغوط من أجل التوصل إلى إتفاق مع المعارضين المسلحين في الداخل، وذلك بهدف زيادة فاعلية تحركات المعارضة. وشدد العميد مصطفى الشيخ، رئيس المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر على ضرورة منح العسكريين دورا أكبر في اتخاذ القرارات. في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون معارضون إن قوات الجيش السوري قصفت مواقع للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حلب، بينما تواصل القتال قرب بلدة راس العين القريبة من الحدود التركية. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم سبت دام قتل فيه 121 شخص معظمهم من المدنيين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا. وقال المرصد إن اشتباكات اندلعت بعد منتصف ليلة أول أمس، بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة في بلدة حرستا شمال شرقي دمشق. من جانبها، قالت التنسيقيات المحلية المعارضة إن مدفعية القوات الحكومية دكت ليلة أول أمس، مواقع للمعارضين المسلحين جنوب غربي العاصمة وبلدة يبرود شماليها. أما في حلب، فقد إمطرت القوات الحكومية مواقع المعارضين في أحياء شعار والسكري وحلب الجديدة بوابل من قذائف الهاون. وقال لفيف من سكان حلب إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حيي الزهراء وليرامون، حيث استخدمت القوات الحكومية الدروع لقصف مواقع المعارضة. على صعيد آخر، هددت إسرائيل يوم أمس، بالرد في حال استمرار سقوط القذائف السورية الطائشة في مرتفعات الجولان المحتلة. أدلى بذلك وزير الدفاع ايهود باراك لإذاعة الجيش الإسرائيلي. وأضاف باراك “لقد أوصلنا رسالتنا للسوريين، ولكن هل أستطيع أن أؤكد أن القذائف لن تسقط على الجولان أبدا؟ كلا لا أستطيع. ولكن إذا سقطت قذيفة سنرد". وكانت قذيفة هاون سورية قد سقطت على مستوطنة إسرائيلية في الجولان يوم الخميس الماضي، دون أن تنفجر. وكانت إسرائيل قد اشتكت لدى الأممالمتحدة في وقت سابق من هذا الشهر، وذلك بعد أن توغلت ثلاث دبابات سورية في المنطقة المنزوعة السلاح في الجولان. كما قالت إسرائيل في حينه إن رصاصة سورية طائشة أصابت واحدة من آلياتها العسكرية. وكان باراك قد عبر عن أمله الخميس الماضي، بانتصار المعارضين السوريين على نظام الأسد، وفي أن “تبدأ مرحلة جديدة في حياة سوريا".