أطلقت إسرائيل أعيرة نارية تحذيرية باتجاه سوريا، تعد الأولى منذ سنة 1973، ما يعد تصعيدا خطيرا في المنطقة ويعتبر أحد أهم امتدادات العنف في سوريا في منطقة الشرق الأوسط، في وقت شكلت المعارضة المجتمعة بقطر، ما أطلقت عليه ”الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة”، ما يوحي بطول أمد المعضلة السورية، وترقب تداعيات أخرى لها في دول الجوار. قال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت ”أعيرة تحذيرية” على سوريا أمس الأحد بعد أن سقطت قذيفة مورتر جراء اشتباكات بين القوات السورية وقوات المعارضة على الجولان التي تحتلها إسرائيل. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته لجأت إلى ذلك بعد أن سقطت قذيفة هاون أطلقت من الأراضي السورية على موقع عسكري إسرائيلي في الجولان. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الجيش أطلق صاروخا واحدا مضادا للدروع من طراز (تموز)، وهو صاروخ معروف بدقته المتناهية، على الموقع السوري الذي اتت منه قذيفة الهاون. سياسيا، وقعت مجموعات المعارضة السورية أمس، في الدوحة بالأحرف الأولى اتفاقا لإنشاء ”الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة” الذي سيكون هيئة تنفيذية موحدة للمعارضة، وذلك بعد أيام من المفاوضات الشائكة، بحسبما أفاد قيادي معارض.وقال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا صدر الدين البيانين للصحافيين في الدوحة ”تم التوقيع بالأحرف الأولى وبالإجماع على اتفاق تشكيل الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة السورية”. والاتفاق على تشكيل الائتلاف تم على أساس مبادرة تقدم بها المعارض رياض سيف بدعم من واشنطن وعدة دول، وسينتج عنه هيئة قيادية تنفيذية للمعارضة وحكومة مؤقتة فضلا عن توحيد المجالس العسكرية في الداخل تحت لواء الائتلاف. في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون معارضون إن قوات الجيش السوري قصفت مواقع للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق وفي مدينة حلب، بينما تواصل القتال قرب بلدة راس العين القريبة من الحدود التركية في محافظة الحسكة. ويأتي هذا التصعيد بعد يوم سبت دام قتل فيه 121 شخصا معظمهم من المدنيين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض ومقره بريطانيا. وقال المرصد إن اشتباكات اندلعت بعد منتصف ليلة السبت بين قوات الجيش والمعارضة المسلحة في بلدة حرستا شمال شرقي دمشق. وأضاف المرصد أن الطيران الحربي السوري شن غارات على مدينة البو كمال القريبة من الحدود مع العراق أسفرت عن مقتل شخصين على الأقل. وأضاف أن مدينة دير الزور القريبة تعرضت لقصف بالدبابات. من جانبها، قالت التنسيقيات المحلية المعارضة إن مدفعية القوات الحكومية دكت ليلة السبت مواقع للمعارضين المسلحين جنوب غربي العاصمة وبلدة يبرود شماليها. أما في حلب، فقد أمطرت القوات الحكومية مواقع المعارضين في أحياء شعار والسكري وحلب الجديدة بوابل من قذائف الهاون. وقال لفيف من سكان حلب إن اشتباكات عنيفة اندلعت في حيي الزهراء وليرامون، حيث استخدمت القوات الحكومية الدروع لقصف مواقع المعارضة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان من جانب آخر إن الجيش قصف بالمدفعية مدينة معرة النعمان التي يسيطر عليها المعارضون، ومدينة ادلب.