ارتفعت حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية على غزة إلى 21، بينهم ستة أطفال وسيدتان ومسنان بالإضافة إلى نحو 180 جريح بينهم 50 من الأطفال والنساء، بحسبما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية. يأتي ذلك بعد قصف جوي عنيف استهدف فجر أمس، مقر إدارة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني بحي تل الهوا بغزة، مما أدى لاشتعال النار فيه. فيما أعلن متحدث باسم جيش الاحتلال أنه شن 466 غارة على قطاع غزة منذ شروعه في عملية “الزوبعة" ضد القطاع الأربعاء الماضي. من جهتها، أعلنت الرئاسة التونسية، أمس في بيان، أن وزير الخارجية رفيق عبدالسلام، سيزور اليوم السبت غزة، ونددت “بالعدوان" الإسرائيلي على القطاع. وقالت الرئاسة التونسية إنها أبلغت رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة أن “وفدا رسميا رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية ومشاركة مدير مكتب الرئاسة سيوفد اليوم إلى غزة". ومن جهتها، دعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مصر لاستعمال نفوذها لدى حكومة حماس لتهدئة الأوضاع، كما قالت. وقبل ذلك، التقى رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، وإثر الاجتماع عقد الاثنان مؤتمرا صحافيا سريعا من مجمع الشفاء الطبي الذي زاره قنديل للوقوف على حال الجرحى. واستهل هنية المؤتمر محييا مصر ورئيسها وشعبها، مؤكدا أن مصر لا يمكن أن تتخلى عن التزاماتها. ووصف الزيارة بالتاريخية، معتبرا أنها تأتي منسجمة مع إرادة مصر الثورة. كما أعرب عن تقديره لقرارات الرئيس مرسي، التي اتخذها تضامنا مع غزة. من جانبه، أكد قنديل دعم مصر الثورة للشعب الفلسطيني، مشددا على حقه بالحرية التي طال انتظارها، حسب قوله. وأضاف إن بلاده لن تتوان عن بذل كل ما بوسعها لوقف العدوان على غزة، وتحقيق السلام العادل والشامل، كما شدد على أن مصر الثورة تقف إلى جانب أبناء فلسطين حتى استرداد دولة فلسطين ذات السيادة غير المنقوصة. وكانت مصادر في غزة أفادت بوصول رئيس الوزراء المصري مع الوفد المرافق له إلى مدينة رفح الفلسطينية في قطاع غزة، لملاقاة هنية. وأتى ذلك بعيد إعلان مسؤول إسرائيلي كبير، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على تجميد العملية العسكرية واسعة النطاق التي تشنها قواته ضد قطاع غزة خلال زيارة قنديل للقطاع، بحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس". من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة أن التزام وقف النار لم يكن مطلقا وتم خرقه بصورة متواترة، وذلك من قبل الطرفين، معربا عن اعتقاده بمباشرة إسرائيل ضرباتها الجوية فور رحيل رئيس الوزراء الإسرائيلي، وستقوم كتائب القسام بدورها بالرد، كما لفت المراسل إلى تصاعد أعمدة الدخان من قطاع غزة بالتزامن مع زيارة قنديل. في حين، أفادت أنباء من غزة بوقوع عدة غارات إسرائيلية بالتزامن مع وصول قنديل إلى مقر مجلس الوزراء ولقائه رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة هنية. وأضافت إن حدة تواتر الغارات الإسرائيلية وإطلاق صواريخ من القسام خفت إلى حد كبير دون أن تهدأ كليا. ولفتت إلى أن ما تسرب من لقاءات بين الطرفين المصري والفلسطيني، يدور حول تمهيد زيارة رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل إلى تهدئة محتملة ستبدؤها القاهرة. وكان الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، قد أعلن أول أمس الخميس، أن رئيس الوزراء المصري هشام قنديل يتوجه إلى قطاع غزة لدعم الشعب الفلسطيني، وفق ما أورد التلفزيون الرسمي. وأضاف إن “وفدا رفيع المستوى من مساعدي ومستشاري الرئيس ووزراء منهم وزير الصحة المصري، سيصاحب رئيس الوزراء". ونقلت وكالة “رويترز" عن مصدر أمني قوله إن مدير المخابرات العامة المصرية اللواء محمد رأفت شحاتة سيكون ضمن وفد الزيارة. وتعتبر زيارة قنديل أول زيارة رسمية لمسؤول مصري رفيع المستوى لغزة منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في جوان 2007. وأجرى الرئيس المصري اتصالات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والعاهل الأردني الملك عبدالله، حسبما قال المتحدث باسم الرئاسة. وأضاف المتحدث: “نحن نسعى لمحاولة إيقاف العدوان ونزيف الدماء". يذكر أن مصر سحبت سفيرها لدى تل أبيب الأربعاء الماضي، في أعقاب قصف إسرائيل قطاع غزة واغتيال أحمد الجعبري، قائد كتائب القسام الذراع العسكري لحماس. كما سلمت رسالة احتجاج للسفير الإسرائيلي الذي غادر القاهرة أول أمس.