- دبلوماسيون: لا شيء للفلسطينيين ليخسروه.. وسيمضون قدما يلوح في الأفق منذ شهور شبح حرب جديدة في غزة مع تزايد وتيرة الهجمات الصاروخية الفلسطينية وتكثيف الضربات الإسرائيلية. وكانت عملية “الرصاص المصبوب” التي شنتها إسرائيل في 2008-2009 بدأت بضربات جوية وقصف على مدى أسبوع أعقبه غزو بري للقطاع. وزادت جرأة حماس بعد صعود “الإسلاميين” للحكم في مصر، حيث ترى في الرئيس المصري محمد مرسي شبكة أمان لن تسمح بهجوم إسرائيلي ثان واسع النطاق على قطاع غزة الذي يعيش فيه 1.7 مليون فلسطيني. وبدعم من إيران وتجارة التهريب عبر الأنفاق من مصر تمكن المقاومون في غزة من جلب أسلحة أحدث بعد حرب 2008-2009، غير أن عدد المقاتلين في القطاع الذين يقدر عددهم بنحو 35 ألفا وأسلحتهم لا تقارن بطائرات إف-16 المقاتلة والقاذفة وطائرات هليكوبتر اباتشي الحربية ودبابات ميركافا وغيرها من أنظمة الأسلحة الحديثة في جعبة القوات الإسرائيلية التي تتشكل من 175 ألف مجند و450 ألفا في الاحتياط. وعرفت الأحداث أمس تطورا لافتا من جانب المقاومة الفلسطينية، حيث أعلنت كتائب القسام، الذراع المسلح لحركة حماس، أنها أطلقت صاروخاً بعيد المدى باتجاه مبنى الكنيست الإسرائيلي في القدسالمحتلة. ولم يرد تعقيب أي إسرائيلي سريع على النبأ. ويرى محللون أن الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة زادت حدة التوتر المحيط بالمبادرة الفلسطينية للحصول على وضع دولة مراقبة غير عضو في الأممالمتحدة والمقررة في وقت لاحق من الشهر الحالي. وقال السفير الفلسطيني لدى الأممالمتحدة رياض منصور أن هجوم الأربعاء الماضي الذي قتل قائد العمليات في الجناح العسكري لحماس، كان مقررا عن عمد لنسف التصويت المقرر أمام الأممالمتحدة بعد أسبوعين، وللتأثير على الانتخابات العامة المقررة في إسرائيل في جانفي المقبل. ورد السفير الإسرائيلي بالقول إن الأحداث في غزة أظهرت أن الحملة الفلسطينية للحصول على اعتراف دولي لا أمل منها. وأضاف رون بروسور “عليهم أن يغيروا طلبهم من دولة غير عضو إلى دولة إرهابية غير عضو”. وتبذل الولاياتالمتحدة وإسرائيل جهودا حثيثة لعرقلة المبادرة الفلسطينية التي من المقرر أن يقدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر الجاري. وتأتي الضربات الجوية الجديدة على غزة والتي هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بتوسيع نطاقها، في الوقت الذي حذرت الأممالمتحدة والعديد من القوى العظمى من أن الوقت ينفد لتأسيس دولة فلسطينية. من ناحية أخرى، تقول الولاياتالمتحدة وإسرائيل أنه من غير الممكن إقامة دولة فلسطينية دون إجراء مفاوضات مباشرة لا تزال معلقة لأكثر من عامين. ويرفض الفلسطينيون استئناف المفاوضات بينما تواصل إسرائيل أعمال البناء في المستوطنات في الأراضي المحتلة. إلا أن عباس أشار إلى أنه سيستأنف المفاوضات في حال نجاح مبادرته لدى الأممالمتحدة. وقال دبلوماسيون أمريكيون إن واشنطن تتفاوض مع مسؤولين فلسطينيين في محاولة لإجراء التصويت على الأقل. وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط إن “الفلسطينيين يقومون بهذا المسعى انطلاقا من اليأس، إنهم يرون أن لا شيء أمامهم ليخسروه إن مضوا قدما الآن، وعليه لن يغيروا موقفهم ما لم تعرض عليهم الولاياتالمتحدة شيئا آخر”. تونس تعلن وصول وزير خارجيتها هذا اليوم إلى القطاع رئيس الحكومة المصرية في غزة.. تحت قصف الطائرات وصل رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى قطاع غزة صباح أمس، على رأس وفد كبير يضم وزراء وقيادات أمنية في زيارة تستغرق ثلاث ساعات لإعلان تضامن بلاده مع الشعب الفلسطيني، في وقت ندد الرئيس المصري محمد مرسي بالعدوان الإسرائيلي على غزة. وقالت تقارير إن قنديل دخل القطاع عبر معبر رفح، حيث كان في استقباله عدد من مسؤولي الحكومة المقالة من بينهم الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو، في حين تخلف مسؤولون آخرون في هذه الحكومة عن استقباله بسبب الوضع الأمني المتدهور جراء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة. وتوجه قنديل فور وصوله إلى مقر الحكومة المقالة حيث التقى هناك رئيسها إسماعيل هنية وعدد آخر من مسؤوليها وساد هدوء نسبي حذر في غزة بعد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد العملية العسكرية الواسعة النطاق التي يشنها جيش الاحتلال ضد القطاع خلال زيارة قنديل استجابة لطلب مصري بهذا الشأن، لكن تقارير أكدت أن التزام وقف النار لم يكن مطلقاً وتم خرقه بصورة متواترة، وذلك من قبل الطرفين. وكان المتحدث باسم الرئاسة المصرية قال في وقت سابق إن زيارة قنديل تأتي في إطار التضامن وإرسال مساعدات عاجلة وتقييم الوضع الإنساني في غزة. وكان الرئيس المصري محمد مرسي ندد بالعدوان الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يومين. واعتبر مرسي التصعيد الإسرائيلي الأخير على القطاع، الذي سقط فيه حتى الآن 19 شهيدا وعشرات الجرحى، “عدوانا غير مقبول”، وقال في كلمة مقتضبة بثها التلفزيون الرسمي الخميس إن “الإسرائيليين عليهم أن يدركوا أن العدوان لا نقبله ولا يمكن أن يؤدي إلا إلى عدم الاستقرار في المنطقة”. وكان مرسي عقد اجتماعا طارئا مع عدد من وزراء حكومته خصص لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة، كما أدانت الحكومة المصرية مساء الخميس العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاهه. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي للجزيرة إن الرئيس مرسي أجرى اتصالات مع الأطراف الفاعلة إقليميا ودوليا بغية إيقاف العدوان على غزة، وشملت الاتصالات قادة السعودية وقطر والكويت وفرنسا وجنوب أفريقيا ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان الذي سيزور القاهرة اليوم. وطلبت مصر وفلسطين من مجلس الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث أحداث غزة بعد سلسلة تطورات ترافقت مع إطلاق إسرائيل عمليتها العسكرية ضد غزة بينها استدعاء السفير المصري في إسرائيل عاطف سالم الذي وصل القاهرة. من ناحية أخرى، أعلنت الرئاسة التونسية، أمس في بيان، أن وزير الخارجية رفيق عبد السلام، سيزور اليوم غزة، ونددت “بالعدوان” الإسرائيلي على القطاع. وقالت الرئاسة التونسية إنها أبلغت رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة أن “وفداً رسمياً رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية ومشاركة مدير مكتب الرئاسة سيوفد السبت إلى غزة”. الاتحاد الأوروبي يطالب تل أبيب ب”رد متكافئ” الغرب “يتضامن” مع إسرائيل.. وصمت عربي رهيب أعلن الاتحاد الأوروبي أمس، أن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها من هجمات المجموعات المسلحة الفلسطينية انطلاقا من قطاع غزة لكنه دعاها الى رد “متكافئ”. وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان “عن قلقها الشديد إزاء تصعيد العنف في اسرائيل وقطاع غزة”. كما أسفت لسقوط “خسائر بالأرواح البشرية من الجانبين”. وقالت إن “الهجمات بالصواريخ من جانب حماس ومجموعات أخرى من غزة التي أدت إلى الأزمة الحالية، غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تتوقف. إسرائيل لها الحق في الدفاع عن شعبها من هذا النوع من الهجمات”. وتابعت آشتون “أدعو إسرائيل إلى الحرص على أن يكون ردها متكافئا”. وأكدت ممثلة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية على أهمية إيجاد “حل للنزاع” الإسرائيلي- الفلسطيني لكي “يتمكن ملايين الأشخاص في المنطقة من العيش بسلام وامن”. وعبرت عن أملها في أن تساهم زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إلى قطاع غزة في “تهدئة الوضع”. ونددت عدة دول أوروبية ب”الهجمات الفلسطينية” ودعت إسرائيل إلى ضبط النفس. وعبرت فرنسا عن “قلقها الشديد” ودعت إلى “ضبط النفس بهدف تجنب تصعيد”. واعتبرت بريطانيا أن “حماس تتحمل المسؤولية الرئيسية في هذه الأزمة” ودعت إسرائيل إلى القيام بكل شيء “لتجنب سقوط ضحايا مدنيين”. منتج في طهران ويصل مداه إلى 75 كيلومترا “كتائب القسام” تستخدم “فجر 5″ لضرب تل أبيب أطلقت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، صواريخ من نوع “فجر 5″ استهدفت تل أبيب، والصواريخ هذه استخدمتها حماس للمرة الأولى لضرب قلب العاصمة الإسرائيلية. ويعد “فجر 5″ سلاحاً جديدا يستخدمه الفلسطينيون في غزة للمرة الأولى ضد إسرائيل. وهو أصلاً استنساخ إيراني لصاروخ صيني يحمل اسم “WS1″ اشترته طهران في ثمانينيات القرن الماضي وقامت بإنتاجه محلياً ابتداء من عام 1992. و”فجر 5″ هو صاروخ أرض أرض يصل طوله إلى نحو ستة أمتار. ويصل مداه إلى 75 كيلومتراً. أي قادر على ضرب أهداف داخل تل أبيب. ومنصته المتنقلة كفيلة بإطلاق الصاروخ وهي قادرة على حمل أربعة صواريخ من هذا النوع وإطلاق واحد كل ثماني ثوان، ما قد يشكل تحدياً أمام مقاتلي حماس، في ظل واقع غزة المكشوف أمام الطيران الإسرائيلي. وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قد كشفت للمرة الأولى في فيفري الماضي أن حماس حصلت على “فجر 5″ القادرة على ضرب تل أبيب. وردت على ذلك تل أبيب بمناورات سميت ب”ضربة في القلب” في مارس الماضي لمحاكاة أي سقوط محتمل لصواريخ من الجانب الفلسطيني على العاصمة الإسرائيلية. رئيس الحكومة “المقالة” لم يكن موجودا ببيته طائرات الاحتلال تستهدف منزل إسماعيل هنية ذكرت تقارير أن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت ليلة أول أمس، منزل رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية. وأوضحت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية أن هنية لم يكن بالمنزل وقت قصفه. ولم يصدر أي تأكيد من قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو حماس لهذا التقرير. وكان هنية تعهد في كلمة متلفزة مساء الخميس بالصمود والرد على الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وأشاد بموقف مصر تجاه هذه الهجمات. ويشار إلى أن 19 فلسطينيا على الأقل استشهدوا وأصيب أكثر من 150 في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة كما لقى ثلاثة إسرائيليين حتفهم جراء إطلاق صواريخ من القطاع في اتجاه إسرائيل. إسرائيل تستدعي جيش الاحتياط لعملية “عمود السحاب” صادقت لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، الخميس، على استدعاء قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي بشكل محدود من أجل تعزيز القوات وتنفيذ عملية “عامود السحاب” العسكرية ضد قطاع غزة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن لجنة الخارجية والأمن صدقت على طلب وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك باستدعاء جنود احتياط بموجب “الأمر العسكري رقم 9″ الذي يعني تجنيد الاحتياط بشكل محدود خلافاً “للأمر العسكري رقم 8″ الذي يعني تجنيد الاحتياط بشكل واسع. وقررت اللجنة البرلمانية تخويل باراك كوزير للدفاع ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، بالإعلان عن حالة طوارئ في إسرائيل. وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن عضو الكنيست روني بار أون، في بداية جلسة اللجنة، إن “قوات الأمن والجيش الإسرائيلي يمررون إلى المنظمات الإرهابية وخاصة حماس منذ الأمس، رسائل واضحة ولا لبس فيها بأن تشويش مجرى الحياة العادية لدى سكان الجنوب لا يمكن أن يستمر”. وأضاف أن “ما بدأ بعملية استخباراتية دقيقة “باغتيال القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري” أخذت تتدحرج في الساعات الأخيرة إلى عملية عسكرية واسعة وهدفها تحطيم قدرات حماس وتعزيز قوة الردع الإسرائيلية”.