عندما انتقل اللاعب الجزائري سفيان فيغولي إلى نادي فالنسيا الإسباني، قادما من نادي غرونوبل الفرنسي، تنبأ له الكثير بالتألق والبروز في البطولة الإسبانية نظرا للإمكانات الكبيرة التي يتمتع بها وفنياته العالية التي يرهن عليها في ناديه الفرنسي. وعند حط الرحال بنادي فالنسيا الإسباني في جويلية سنة 2010، لم يدم مقامه هناك سوى ستة أشهر قبل أن يعاد إلى نادي أميريا الإسباني في المركاتو الشتوي (جانفي 2011) حيث لعب لمدة ثمانية أشهر قبل أن يسترجعه فريقه في أوت 2011. لكن كان الموسم الأول الذي قضاه فيغولي مع فالنسيا لم يكن مميزا، إلا أن ذلك لم يمنعه من التألق منذ بداية هذا الموسم (2012 / 2013) حيث أصبح مع مرور الوقت رقما مهما في التشكيلة، وحجز مكانا بين نجوم الفريق، وقد سمحت له خرجاته الموفقة لأن يكسب ثقة مدربه وحب الأنصار، حيث شارك لحد الآن في تسعة لقاءات مع ناديه سجل خلالها ثلاثة أهداف. أما على المستوى الأروبي، وبالتحديد في منافسة رابطة الأبطال، فقد أظهر فيغولي بوادر اللاعب الكبير من خلال مردوده الطيب، ولئن كان عداده في هذه المنافسة قد وصل إلى ثلاثة أهداف، فإن خرجته الأخيرة ضد نادي بايرن ميونيخ يوم الثلاثاء الماضي سرق بها الأضواء، ودفعت الصحافة الإسبانية والعالمية إلى الاعتراف بقدراته والتنويه بمستواه، حيث اعتبر رجل اللقاء بدون منازع.ولعل ما جعل صورته تكبر في عيون الجماهير والصحافة على حد السواء، هو تواضعه وحسن تصرفه مع نجوميته الصاعدة، إذ لم يتردد في التعليق على النقطة التي أحرزها فريقه ضد البايرن بالقول: “نحن سعداء بالعمل المنجز أمام أحد الأندية القوية في العالم، ورغم النقص العددي قمنا بعدة أشياء والنقطة التي تحصلنا عليها مهمة، حيث أهلتنا للدور ثمن النهائي، لقد أظهرنا قوة ذهنية كبيرة". اليوم، وفي الوقت الذي بات الجميع يتحدث عن مهارة هذا اللاعب، تتواصل عروض الأندية الأوروبية عليه، حيث أبدت أندية مانشستر يونايتد، باريس سان جيرمان وجوفنتيس اهتماما به، غير أن تصريحاته الأخيرة طمأنت فريق فالنسيا وأنصاره، حيث لم يتوان في الحديث عن مستقبله قائلا: “الفريق لا يريد بيعي وأنا لا أريد الذهاب ولم تحن بعد فترة الانتقالات وفالنسيا فريق كبير ويلعب رابطة الأبطال الأوروبية".وإذا كان عقده مع النادي الإسباني سينتهي سنة 2014 إلا أن المسيرين أبدوا تمسكهم به وأمر بقائه من عدمه سيتضح خلال الأسابيع القادمة. ولم يقتصر تألق سفيان فيغولي مع ناديه فقط، بل أن خرجاته مع المنتخب الوطني لقيت ارتياحا كبيرا من الشارع الكروي الجزائري والطاقم الفني الوطني ومسؤولي الكرة الجزائرية، ويكفي في هذا المجال الإشارة إلى أن مشاركته الأولى مع “الخضر" توجت بتسجيله هدف الفوز على منتخب غامبيا يوم 29 فيفري 2012 ببانغول (2 - 1) ومنذ ذلك التاريخ أصبح رقما مهما في معادلة المدرب حليلوزيتش، حيث لعب لحد الآن ثماني مقابلات مع المنتخب الوطني وسجل هدفين.وبالنظر إلى صغر سنه (22 سنة) فإن عديد التقنيين يعتبرونه مستقبل الكرة الجزائرية خاصة خلال التصفيات التأهيلية للمونديال القادم.