تعد التظاهرة الثقافية “السبيبا" التي تم الاحتفال بها، مؤخرا، بمدينة جانت بولاية إيليزي واحدة من المشاهد العريقة لفسيفساء الفنون الثقافية المتنوعة التي تزخر بها منطقة الطاسيلي آزجر بجنوب الوطن. ويجمع المهتمون بالتراث الثقافي اللامادي بهذه المنطقة أن عيد “السبيبا" الذي يحتفل به سكان الطاسيلي وبالتحديد بمدينة جانت في ال 10 محرم من كل سنة هجرية هو بمثابة “شعيرة" تقليدية مرتبطة بتاريخ كل من قصر “الميهان" وقصر “زلواز" وتتجلى مظاهر هذا الاحتفال في الأغنية والقصيدة المتنوعة من هجاء ومدح في قالب أدبي يعكس بكل عمق الزخم التراثي الذي تحتويه منطقة الطاسيلي آزجر. ويرى رئيس جمعية “السبيبا" لمدينة جانت قاسم تقابو أن مدينة جانت كانت منطقة مرور “فرعون"، مستدلا بالرسومات الصخرية الموجودة بهضبة الطاسيلي التي تظهر عربات تجرها حيوانات، حيث كان “فرعون" يقضي الفترة الصيفية بإفريقيا ليعود في الشتاء إلى أرض الكنانة مصر. وكان “فرعون" أو “رمسيس الثاني"، “طاغية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ كان يفرض إتاوات على المجتمع ويعذب الناس" كما يوضح تقابو، مضيفا إن أهالي المنطقة سمعوا بخبر غرق فرعون مما أثلج صدورهم، حيث خرج سكان جانت للاحتفال بهذا النصر العظيم وحجوا إلى مكان يسمى “دوغيا" (الموقع الذي يقام به حاليا عيد “السبيبا").