اعتقل الأمن السوداني مساء أول أمس، الناطق باسم قوى تحالف المعارضة فاروق أبو عيسى بعد مشاركته في عزاء أقامته المعارضة على خلفية مقتل أربعة طلاب من جامعة الجزيرة جنوبالخرطوم الجمعة الماضي. وأعلن فاروق أبو عيسى، الذي يمثل نحو 20 حزبا معارضا -في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية- أنه اعتقل بعد مشاركته في “تجمع داعم لطلاب جامعة الجزيرة". وكان أبو عيسى قد شن هجوما عنيفا على الحكومة أثناء العزاء الذي أقيم في دار حزب الأمة المعارض، ووصف مقتل الطلاب الأربعة بالجريمة الكبيرة، في حين حملت المعارضة السودانية الحكومة مسؤولية ما حدث. وفي ردود الفعل على اعتقال القيادي السوداني، اعتبر الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض كمال عمر اعتقال أبو عيسى بمنزلة “تهديد لحرية العمل السياسي في البلاد". يشار إلى أن مظاهرات تضم مئات الأشخاص تنظم يوميا منذ السبت الماضي، في محيط جامعات الخرطوم وغيرها للاحتجاج على مقتل الطلبة الأربعة المنحدرين من إقليم دارفور غرب السودان. وقد لقي الطلاب الأربعة حتفهم وهم “يقاتلون دفاعا عن حقهم في تعليم مجاني"، حسبما قالت رابطة طلاب دارفور التي أشارت بأصابع الاتهام إلى السلطات ونقابة طلابية موالية للنظام كانت فرقت التظاهرة التي كان يشارك فيها الضحايا الجمعة الماضي. وقد طالب الطلبة المنحدرون من إقليم دارفور الذي يشهد أعمال عنف بتطبيق اتفاق سلام مبرم في 2011 بين الحكومة وتحالف من الفصائل المسلحة ينص على إعفاء أبناء العائلات التي نزحت أثناء النزاع من رسوم التسجيل في الجامعات الحكومية لخمس سنوات. وقد أعاد مقتل الطلبة الأربعة -بعد مواجهة مظاهرات ضد زيادة الرسوم الجامعية- إحياء حركة الاحتجاج المستوحاة من الربيع العربي التي أدت إلى أكبر المظاهرات منذ بدء التحرك الاحتجاجي ضد النظام بسبب التضخم في الأسعار في جوان وجويلية الماضيين.