رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب أزمة اقتصادية طاحنة بوصفها من تدبير بضعة محرّضين. وانتشرت احتجاجات بدأت قبل أكثر من أسبوع بسبب إجراءات تقشف عبر العاصمة الخرطوم ومدن أخرى وتجاوزت هذه الاحتجاجات النشطاء الطلاّبيين الذين كانوا لبّ هذه الاحتجاجات. ورفض البشير في كلمة في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية هذه المظاهرات، وقال: (إنهم يقولون إن الإجراءات الاقتصادية فرصة للربيع العربي، لكنه قال إن السودان شهد بالفعل الربيع العربي عدّة مرّات)، وأردف قائلاً إنه عندما يثور الشعب السوداني يخرج كله، وإن الناس الذين يحرقون إطارات السيّارة بضعة محرّضين. من جهة أخرى، توعّدت الشرطة في ساعة متأخرة من مساء السبت بإخماد أحدث اضطرابات بالقوة وفورا. وعلى الرغم من أن الخرطوم بدت أكثر هدوءا الاحد قال شهود إن احتجاجا ضمّ نحو 150 شخص وقع في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان. وقال ناشطون إن الشرطة أطلقت أيضا الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين من الطلاّب في جامعة الخرطوم، وهي بؤرة رئيسية للاحتجاجات، لكن لم يتسنّ على الفور التأكّد من ذلك بشكل مستقلّ. وشاهد مراسل لوكالة الأنباء الدولية (رويترز) تواجدا مكثفاً للشرطة في المنطقة وحجارة متناثرة في شارع قرب الحرم الجامعي. ولم يتسنّ الاتصال على الفور بالشرطة للتعليق على ذلك. وكان الدافع وراء المظاهرات إعلان الحكومة الأسبوع الماضي خفض الانفاق لمعالجة أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب انفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام، وتضمّنت الإجراءات تخفيضا في دعم الوقود. وحاول الناشطون وجماعات المعارضة استغلال الاستياء من ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومشكلات اقتصادية أخرى لبناء حركة أوسع لإنهاء حكم البشير المستمرّ منذ 23 عاما. وتزيد الاضطرابات في الخرطوم الضغط على حكومة تصارع بالفعل عمليات تمرّد مسلّح في إقليم درافور بغرب البلاد وولايتين جنوبيتين مجاورتين لجنوب السودان. وأصدر تحالف للمعارضة يعرف باسم الجبهة الثورية السودانية بيانا يوم الأحد أشاد بالمظاهرات، وقال إن المعارضين مستعدّون لإعلان وقف إطلاق نار استراتيجي إذا كان سيتمّ الإطاحة بالبشير. وشكّل هذا التحالف في العام الماضي ويضمّ الجماعات المعارضة الرئيسية، وهي ثلاث جماعات لمتمرّدي دارفور بالإضافة إلى متمرّدين آخرين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق. يُذكر أن انتفاضات شعبية أطاحت بحكّام عسكريين في السودان مرّتين منذ أن نال استقلاله عن بريطانيا عام 1956، إحداهما في عام 1964 والأخرى في 1985.