المتتبع للتصريحات التي أدلى بها كل من المدرب الوطني، حليلوزيتش، ورئيس الفاف محمد راوراوة، منذ تأهلنا إلى نهائيات كأس إفريقيا الحالية، سيلحظ العديد من التناقضات التي تضمنتها، حيث كان تغير لهجة الرجلين السمة الغالبة عند حديثهما عن حظوظ منتخبنا الوطني في جنوب إفريقيا. ولعل الجمهور الجزائري ما يزال يحتفظ بالخطاب الإيجابي الذي تلفظ به المدرب الوطني عندما أكد أن هدفه هو التأهل إلى النهائي والتنافس على اللقب الإفريقي، وسعيه المستقبلي للتأهل إلى كأس العالم والذهاب بعيدا في المغامرة العالمية. ولعل الجمهور الكروي تابع كذلك رد فعل المدرب وراوراوة عقب إجراء عملية القرعة، التي أوقعتنا في مجموعة وصفت بالصعبة، مع تواجد تونس وكوت ديفوار، حيث بدأ الخطاب التفاؤلي للرجلين يفقد بعض مقوماته، وجنح أكثر للروح التشاؤمية والانهزامية، بعد أن بدأ الخوف يأخذ من عزيمة الرجلين إلى أن وصل إلى حد اعتبار خروج المنتخب الوطني من الدور الأول أمرا منطقيا، وبالتالي لا يعتبر مفاجأة، ولا داعي في هذا المقام الخوض في العوامل التي ساهمت في تراجع كل من، حليلوزيتش وراوراة، عن الأحلام التي قدموها للجمهور الجزائري، لأن خلفيات ذلك تعود بالدرجة الأولى إلى الظروف التي عاشها بعض اللاعبين الذين كان المدرب يراهن عليهم، بفعل الإصابات التي تعرضوا لها، وكذا معاناة بعضهم من نقص المنافسة وبقائهم في كرسي الاحتياط. كما يمكن كذلك، تفسير الخطاب السلبي بحجم المنتخبات التي ستواجهها، خاصة تونس وكوت ديفوار. وفي الوقت الذي اقتنع فيه كل متتبع للمحطات التي عاشها الخضر في الأشهر التي سبقت انطلاق التظاهرة الإفريقية، بعدم قدرتهم على البروز قاريا، جاء اللقاءان الوديان اللذان سمحا للمدرب بتقييم مدى جاهزية أشباله، تزامنا مع التخوف الذي انتاب مدرب المنتخب التونسي الطرابلسي الذي جنح هو الآخر للانهزامية والسلبية، بعد أن وقف على مردود فريقه خلال اللقاءات الودية، وكان من نتيجة هذه التطورات والتناقضات التي رافقت تحضيرات المنتخبات للعرس الافريقي أن عاد التفاؤل إلى بيت المنتخب الوطني من خلال خرجة حليلوزيتش التي أعلن فيها عن جاهزية لاعبيه للذهاب بعيدا في المنافسة الإفريقية، ووضع نصب عينيه بلوغ المربع الذهبي، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال، أن نغوض كذلك في العوامل التي كانت وراء عودة الروح الانتصارية للمدرب الوطني، الذي يكون قد اعتمد على معطيات جديدة في تحديد هدف مشاركة الخضر في الكأس الإفريقية.