هدد أولياء تلاميذ ثانوية الرياضيات بالقبة، بسحب أبنائهم من المؤسسة وعدم السماح لهم بإكمال السنة الدراسية الجارية، بسبب الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل الثانوية سواء من الناحية البداغوجية أو الاجتماعية، خاصة في ظل تعرضهم للعنف اللفظي والنفسي من طرف مسؤولي المدرسة، فيما قام 10 أولياء، أول أمس، بإخراج أبنائهم من المدرسة. كشف تقرير يعرض حال ووضعية تمدرس وعيش تلاميذ الامتياز المتفوقين في شهادة التعليم المتوسط للسنة الماضية، والذين التحقوا بالثانوية الجديدة للرياضيات، خلال السنة الدراسية الجارية، أن الوضعية التي يزاول فيها التلاميذ “نوابغ الجزائر" دراستهم، مزرية وكارثية. وتضمن التقرير، الذي تم إرساله إلى وزير التربية الوطنية، بحر الأسبوع الماضي، 14 مشكلا يعاني منها التلاميذ، مؤكدا تعرضهم بشكل يومي إلى مختلف أنواع العنف اللفظي والضغط النفسي من طرف مسؤولي المؤسسة، سواء على مستوى التدريس أو على مستوى التأطير في النظام الداخلي، إضافة إلى مشكل الاكتظاظ في المراقد، الذي وصفه التقرير بالوضع “غير الإنساني" خاصة بالنسبة للذكور، حيث اكد أن التلاميذ محشورون في مراقد ضيقة بأعداد كبيرة. كما أوضح التقرير ذاته، أن من بين أهم المشاكل التي يعاني منها تلاميذ الامتياز انعدام قاعات مناسبة للمراجعة، حيث لم يخصص لهذا الغرض سوى قاعتين فقط، فيما يقدر عدد تلاميذ ثانوية الرياضيات 150 متمدرس، إضافة إلى عدم تعيين، وإلى غاية اليوم، أستاذ مادة الإعلام الآلي، على الرغم من اقتراب نهاية الفصل الثاني من السنة الدراسية. كما يلفت التقرير النظر نحو غياب المراجع الضرورية بالمكتبة، وعدم تجهيز المخابر المتواجدة على مستواها بالضروريات. من جانب آخر، أوضح تقرير أولياء التلاميذ، أن الوضعية التي يعيشها أبناءهم في الثانوية التي الزمت النظام الداخلي “غير لائقة" ولا تتوفر على أدنى شروط العيش الضرورية، على غرار عدم تشغيل المغسلة منذ بداية السنة، والتي أكدوا أنها من بين ضروريات النظام الداخلي، خاصة وأن أغلب التلاميذ لا يغادرون الثانوية إلا في العطل الفصلية فقط، كما أكد الأولياء أنه لا يوجد بهذه الثانوية طبيب ولا أدوية أو سيارة إسعاف. وفيما يتعلق بالمرافق الضرورية بالمدرسة، أكد التقرير أن الإدارة امتنعت عن فتح الخزائن الموجودة بالمراقد ليستعملها التلاميذ لتوضيب أغراضهم دون ذكر أسباب ذلك، إضافة إلى أن قاعة الرياضة موجودة لكنها غير مجهزة بالوسائل والآلات الضرورية، أما المسبح فهو مغلق بسبب خلل تقني كما أكدته الادارة، حسبهم، إضافة إلى عدم فتح النادي المتواجد على مستوى الثانوية، وهذا وضع غير طبيعي خاصة وأنه لا يسمح للتلاميذ بالخروج من الثانوية، لأنهم قصر والنظام الداخلي يلزمهم بالبقاء بالداخل. وعلى إثر المشاكل التي أحصاها تقرير أولياء تلاميذ ثانوية الرياضيات، أقدم أول أمس، 10 أولياء على سحب أبنائهم من المؤسسة، وأكدوا أنهم سيمنعونهم من مواصلة السنة الدراسية إذا لم تتخذ الوزارة الإجراءات الضرورية لتحسين الظروف البيداغوجية والاجتماعية بالمؤسسة المذكورة. وقد هدد بقية الأولياء بالقيام بالإجراء ذاته، وطالبوا الوزير بابا احمد بالقيام بزيارة ميدانية مفاجئة للثانوية للوقوف على مدى تضرر تلاميذ الامتياز من الظروف الصعبة التي يدرسون فيها. من جهته راسل الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، وزير التربية الوطنية، للتدخل العاجل وإنقاذ تلاميذ الإمتياز من المشاكل التي يعانون منها.