هدد "أولياء نوابغ الجزائر" المتمدرسين بثانوية الرياضيات بالقبة، بسحب أبنائهم من المؤسسة قبل نهاية الموسم الدراسي الجاري، بسبب الأوضاع المزرية التي يعيشونها داخل الثانوية سواء من الناحية البداغوجية أو الاجتماعية، خاصة ما تعلق بتعرضهم لشتى أنواع العنف اللفظي والنفسي من طرف مسؤولي المدرسة، وهي الوضعية التي دفعت بعشر أولياء، أول أمس، لسحب أبنائهم من المدرسة مع توجيه تقرير مفصل للوزير بابا أحمد. وتفاجأت عائلات نوابغ الجزائر من تلاميذ ثانوية الرياضيات بالقبة، بضرورف اجتماعية وبيداغجية غير التي كانوا ينتظرون أن يحظى بها أبناؤهم الذين نجحوا بجدارة في الامتحانات الرسمية. وكشف تقرير يعرض حال ووضعية تمدرس وعيش تلاميذ الامتياز الناجحين في شهادة التعليم المتوسط للسنة الماضية، والذين التحقوا بالثانوية الجديدة للرياضيات خلال السنة الدراسية الجارية "2012، 2013"، أن الوضعية التي يزاول فيها التلاميذ مزرية وكارثية، وحدد الأولياء ضمن التقرير الذي تم توجيهه للمسؤول الأول عن القطاع عبد اللطيف بابا أحمد، الأسبوع الماضي، 14 مشكلا، منها أن التلاميذ في الثانوية ذاتها يتعرضون كل يوم إلى مختلف أنواع العنف اللفظي والشتم، والضغط النفسي من طرف بعض المسؤولين بالمؤسسة سواء على مستوى التدريس أو على مستوى التأطير في النظام الداخلي، إضافة إلى مشكل الاكتظاظ "غير الانساني" في المراقد، خاصة المراقد المتعلقة بالذكور، حيث أكد التقرير أن التلاميذ يحشرون في مراقد ضيقة وبأعداد كبيرة. وأوضح التقرير ذاته أن من بين أهم المشاكل التي يعاني منها تلاميذ الامتياز انعدام وجود قاعات مناسبة للمذاكرة، حيث إن أغلب التلاميذ يحشرون في قاعتين فقط. فيما يقدر عدد تلاميذ ثانوية الرياضيات ب 150 متمدرسا، إضافة إلى عدم تعيين وإلى غاية اليوم أستاذ مادة الإعلام الآلي، على الرغم من اقتراب نهاية الفصل الثاني من السنة الدراسية، إضافة إلى انعدام وعدم توفر المراجع الضرورية بالمكتبة وعدم وجود عدد كبير من المساعدين لتأطير المتمدرسين سواء في الأقسام أو في المراقد، إضافة إلى عدم تجهيز المخابر المتواجدة على مستواها. من جانب آخر، أوضح تقرير أولياء التلاميذ، أن الوضعية التي يعيشها أبناؤهم في الثانوية التي ألزمت النظام الداخلي غير لائقة، ولا تتوفر على أدنى شروط العيش فيها على غرار عدم تشغيل المغسلة منذ بداية السنة، والتي أكدوا أنها من بين ضروريات النظام الداخلي، خاصة وأن أغلب التلاميذ لا يغادرون الثانوية إلا في العطل الفصلية فقط. كما أكد الأولياء أن الثانوية لا يوجد فيها طبيب أو أدوية أو سيارة إسعاف، مما يشكل خطرا على التلاميذ في حالة مرض أي أحد خاصة في الليل وهو ما حدث فعلا للعديد من التلاميذ. وفيما يتعلق بالمرافق الضرورية بالمدرسة، أكد التقرير أن الإدارة امتنعت عن فتح الخزائن بالمراقد لوضع التلاميذ أغراضهم وهذا طيلة الفترة الماضية ودون ذكر أسباب ذلك، إضافة إلى أن قاعة الرياضة موجودة لكنها غير مجهزة بالوسائل والآلات الضرورية. أما المسبح فهو مغلق وأكدوا أن سبب الغلق تقني، حيث اكتشفت الإدارة وجود تسرب للتيار الكهربائي داخل المسبح وهو ما يعرض المتمدرسين إلى الخطر، إضافة إلى عدم فتح إدارة المؤسسة للنادي المتواجد على مستواها، خاصة وأن التلاميذ يمنعون من الخروج من الثانوية لأنهم قصّر والنظام الداخلي يلزمهم البقاء داخلها، مما يجعلهم في حاجة ماسة إلى العديد من الأغراض دون أن يتمكنوا من شرائها. وأدت الوضعية غير اللائقة التي يعيشها التلاميد إلى قيام عشرة أولياء بسحب أبنائهم من المؤسسة، وأكدوا أنهم سيمنعونهم من إكمال السنة الدراسية إذا لم تتخذ الوزارة الإجراءات الضرورية لتحسين ظروف ابنائهم البيداغوجية والاجتماعية. وهدد بقية الأولياء بالالتحاق بهؤلاء وسحب أبنائهم، وطالبوا الوزير بابا أحمد بالقيام بزيارة ميدانية مفاجئة للثانوية للوقوف على مدى تضرر تلاميذ الامتياز من الظروف الصعبة التي يدرسون فيها. واكد الأولياء في التقرير أنهم على استعداد لمنع أبنائهم من إكمال السنة الدراسية الجارية، وهذا بسبب المشاكل التي يعانون منها. من جهته راسل الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ، وزير التربية الوطنية ودعاه، حسب رئيس الاتحاد، إلى التدخل العاجل وإنقاذ تلاميذ الإمتياز من المشاكل التي يعانون منها.