استمتع الجمهور العاصمي أول أمس، بقاعة ابن خلدون، بوصلات من الطرب الأندلسي الأصيل في حفل فني أحيته الفنانة بهجة رحال. وأدت فنانة الأندلسي في هذه الأمسية الفنية التي نظمتها مؤسسة فنون وثقافة شذرات من متن الموسيقى الأندلسية العريقة، التي استوحت نوباتها من سجلها الأخيرالذي جمعت فيه نوباتها الخمس مغترفة بذلك من التراث الموسيقي الوطني. وأمتعت الفنانة بصوتها الرخيم الهادئ محبي هذا الفن الموسيقي بأدائها مدخل انقلاب جركة بعنوان “أسفي على ما مضى" وهي قصيدة شعرية كلها حنين لغرناطة رمز الأندلس في إسبانيا الإسلامية. وواصلت الفنانة رفقة فرقتها الموسيقية التي تؤدي وصلاتها حسب قواعد المدرسة الأندلسية للجزائر العاصمة “الصنعة"، في تقديم نوبات مختلفة احتوتها ألبوماتها الخمس التي جمعتها في علبة تسجيل مؤخرا وضمت نوبة السيكا والغريب والديل ونوبة الرمل ونوبة الحسين. ونالت الفنانة الملقبة فنيا ب “سيدة نوبة" إعجاب الجمهور من خلال أدائها درج من الرمل بعنوان “حظي من النوم" وسيكا بعنوان “الزهر في الروض". وقبل اختتام الحفل، أثار انقطاع التيار الكهربائي استياء الجمهور الحاضر في قاعة ابن خلدون، مما أدى إلى توقف الحفل لتستأنف بعد دقائق الفنانة بهجة رحال الحفل بتقديمها برنامج عروبي وحوزي وهما نوعين مشتقين من الفن الأندلسي. والمعروف عن بهجة رحال، التي ولدت بالجزائر في 1962 أنها صاحبة الصوت الرخيم والهادئ ومغنية تتحكم في “الصنعة" وسعيها في الحفاظ ونشر هذا الطبع. وتعد بهجة رحال من أحد التلاميذ الذين تمدرسوا في الجمعية الموسيقية الفخارجية، استقرت بفرنسا منذ سنة 1992 إلا أنها ما فتئت تغرف من بحر الموسيقى الأندلسية لتكتشف أكبر قدر ممكن من الأعمال وتقديمها لمحبي الفن الأندلسي.