يدخل طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، اليوم الرابع على التوالي، من إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعد تجاهل كل من الإدارة ووزارتي الثقافة والتعليم العالي، مطالبهم. حاولت “الجزائر نيوز"، أول أمس، الاقتراب من الطلبة، بصعوبة كبيرة، جراء قرار الإدارة بمنع دخول أي غريب إلى حرم المعهد، خاصة الصحافة، لكن تدخل بعض الطلبة ساعدنا على تخطي عقبة الأمن عند المدخل. الطلبة المضربون جعلوا من مستودع الأدوات البيداغوجية، بساحة المعهد، مركزا لتجمعهم، يتوسطهم العشر طلبة الذين قرروا الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام، بعدما فشلت كل الاحتجاجات التي نظموها، سابقا، في تحقيق مطالبهم، التي تتمحور حول الحصول على شهادة معادلة لشهادة الليسانس، حيث أن شهادتهم -حسب تصريحاتهم- غير معترف بها في مجال العمل، تحسين التربص والتكوين للحصول على معلومات وخبرات جديدة، خاصة بعد حذف مواد “الكوريغرافيا، السينوغرافيا، النقد، الرقص"، والإبقاء فقط على “فن التمثيل". وفي اللقاء الذي جمع “الجزائر نيوز" ببعض المضربين عن الطعام، صرح أحدهم قائلا “قبل الشروع في الإضراب عن الطعام قمنا بإضراب مفتوح لأكثر من أسبوعين، إلا أننا لم نلق آذانا صاغية، بل تمت معقابتنا من طرف الإدارة بإغلاق المطعم، وقطع الإنترنيت وطرد خمسة عشر طالبا دون وجه حق، فقط لأنهم دخلوا في إضراب"، بينما طالب آخرون بفتح تحقيق معمق ومستعجل حول كيفية إدارة المعهد، واصفين رد فعل مدير المعهد ب “رد فعل تعسفي، بعد ملاحقته لهم في المحكمة، ومنع دخول الغرباء إلى المعهد، حتى من الأهل، رغم تمتع كل طالب بالحق في تلقي الزوار". الطلبة المضربون، وصفوا ظروفهم ب«المزرية"، حيث أكدوا أنهم يعانون من مشاكل عدة، فهناك بعض الأساتذة لم يروهم منذ بداية السنة، إلى جانب نقص الأدوات البيداغوجية والورشات التي يحتاجها الطلبة لتكوينهم المهني، إضافة إلى أن الشهادة المتحصل عليها غير معترف بها في الوظيف العمومي... هذا وصرح عضو مكتب الطلبة (ح. ب) “نحن لا نريد اللجوء إلى العنف، لكن يمكننا تصعيد الأمر في أي لحظة"، أما زميله (ي. س) عضو مكتب الطلبة أيضا، فقد وصف قرارات الوزارة ب"مجرد حبر على ورق لم يطبق أي منها"، مضيفا “راسلنا وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي على مدار سنتين، لكن دون جديد يذكر، والآن قطعوا الاتصال معنا وصدرت تعليمة من الإدارة تمنع الطلبة من مراسلة الوزارة"؟ من جهته، بعث مدير المعهد، بيانا صحفيا، أكد فيه أن الطلبة المفصولين عوقبوا بسبب غياباتهم المستمرة، إذ تجاوز البعض منهم 60 غيابا، كما أن زملاءهم واصلوا إضراباتهم رغم منع القانون الداخلي للمعهد الإضرابات والنشاطات التي تعرقل سير الدروس وبرنامج المؤسسة، وهذا لتغطية مشكلة الغيابات، ورغم إيفاد وزارة الثقافة ممثل عنها (المفتش العام والمدير المكلف بتكوين الإطارات العليا) للتحاور مع الطلبة في ال 20 من جانفي، إلا أن الطلبة واصلوا إضرابهم، حتى بعد متابعتهم قضائيا وإثبات الحكم لعدم شرعية الإضراب، وهو القرار الذي تم تعليقه في مكتب الطلبة لإعلامهم بالمستجدات، حسب المدير، الذي أضاف في بيانه، أنه بعد دراسة المجلس التأديبي للملفات تم عقد اجتماع آخر في ال 31 جانفي، تقرار فيه طرد 10 طلبة وإعادة 5 للسنة الدراسية، خاصة وأنهم برروا الغيابات بأنهم يعملون في مؤسسات سمعية بصرية وقنوات خاصة جديدة وشركات إنتاج، وبذلك يعتبر المعهد مكان يأويهم ويطعمهم فقط، ورغم القرار السابق، رفض الطلبة المطرودين مغادرة المعهد، ووقف زملاؤهم إلى صفهم معلنين الإضراب ومستفيدين من ملاحق المعهد كالمطعم، الذي قرر مدير المعهد، بعد الحصول على موافقة الإدارة المركزية، غلقه. هذا وختم، المدير، بيانه، بتكذيب مزاعم الطلبة حول عدم صلاحية شهادتهم، قائلا “إنها مقبولة في مجالات عديدة" وعن طلب معادلة الشهادة بالليسانس، قال إن وزارة التعليم العالي رفضت هذا الطلب، كون المعهد لا يكون أكاديميين بل خبراء في السمعي البصري.