اختتمت ليلة أول أمس، الطبعة ال13 للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي الذي احتضنت فعاليته ولاية تيزي وزو، من 24 إلى 28 مارس الجاري، وذلك في سهرة فنية حضرها العديد من الوجوه الوطنية المعروفة في الفن السابع، إضافة إلى شخصيات سياسية محلية. الحفل الفني الاختتامي نظمت مجرياته على مستوى قاعة العروض للمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، حيث شهد في بدايته وقبل الإعلان الرسمي عن أسماء الفائزين الذين تنافسوا طيلة ستة أيام كاملة من المهرجان على جائزة الزيتونة الذهبية، قراءة قصيدة شعرية تكريما للسينمائي الراحل عبد الرحمن بوقرموح بصوت كل من الفنان القبائلي جمال علام والممثل المسرحي سليمان بن عيسى. كما قام المنظمون بعرض ولأول مرة التمثال التذكاري لروح الفقيد بوقرموح الذي نحته الفنان عبد السلام قريان، هذا الأخير قال بأنه قام بإعداد هذه التحفة الفنية سنوات قبل وفاة عميد السينما الأمازيغية، إلا أنه لم يكشف عنها بطلب من بوقرموح بسبب خوفه من كلام الغير وقولهم بأنه نحت له تمثالا وهو لايزال حيا بحثا عن الشهرة. لتشرع بعدها لجنة التحكيم في الكشف عن أسماء الفائزين في المنافسة الرسمية التي تضمنت 32 فيلما، وكانت البداية بالإعلان عن المتوج بجائزة صنف الدبلجة بالأمازيغية والتي حصدها وبكل جدارة سمير أيت بلقاسم بفيلمه “كيكي 2" نظرا إلى ما قدمه من تقنيات حديثة في إدارة عمله أبهرت الجمهور وكذا أعضاء لجنة التحكيم معا أثناء عرضه. وعادت جائزة الشباب الموهوب للمخرج السينمائي سليمان بن حارث بفيلمه الوثائقي “ثاقبايليث إيو أسا" بمعنى “قبائليتي اليوم" مدته 40 دقيقة، كما عادت الجائزة الثانية في نفس الفرع إلى الشاب عبد الحق زعزاع الذي شارك بفيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان “إعساسن نتمورث" بمعنى “حماة الأرض" الذي هو عبارة عن مذكرة تخرجه من جامعة مستغانم يروي من خلاله عادات وتقاليد سكان منطقة “تاكوت" بالأوراس احتفالا بيوم عاشوراء. وفيما يتعلق بجائزة أحسن أداء نسائي في المهرجان، كانت من نصيب الممثلة “هجيرة أوباشير" بالدور الذي لعبته في فيلم “إمينيغ" بمعنى المهاجر لمخرجه مناد مبارك، كما فاز الممثل الشاب “مرزاق هشام" في نفس الفيلم بجائزة أحسن أداء رجالي. أما أحسن جائزة رسوم متحركة خلال الطبعة ال13، نالها المخرج الشاب ماسينيسا ولد الحاج بفيلمه “زداك ايغ ثواطوفث" بمعنى “النملة والصرصور" المنجز بتقنية ثلاثي الأبعاد البالغ مدته 13 دقيقة. وفيما يتعلق بالمنافسة على جائزة أحسن فيلم وثائق، فقد عادت للمخرجة “نادية بوفركاس" المشاركة بفيلمها “بضيافة سي صالح". لتأتي بعدها اللحظة التي كان ينتظرها الجميع وبعد حالات القلق والسوسبانس الذي انتاب المشاركون في منافسة الزيتونة الذهبية، أعلن أعضاء لجنة التحكيم عن اسم الفائز بهذه الجائزة التي عادت إلى المخرج “جمال علام" بفيلمه الخيالي الصامت الذي يحمل عنوان “مقعد عمومي" وهو الفليم الذي سيشارك من خلاله شهر أفريل القادم في الطبعة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم في جنيف بسويسرا. وعلى صعيد آخر، كانت النتائج التي أسفرت عنها الطبعة ال13 من مهرجان الفيلم الأمازيغي، محل انتقاد الكثير من المشاركين والحاضرين بعد حرمان العديد من الأعمال الفنية التي كانت مرشحة بشهادة الجميع لنيل إحدى جوائز المهرجان. كما أثار كذلك إلغاء عدة جوائز إضافية كانت حاضرة في الطبعة الماضية على غرار كل من الجوائز التالية: جائزة الجمهور، أحسن مدير تصوير، أحسن سيناريو، جائزة التحكيم الخاصة، أحسن ديكور. وقد استاء أغلبية المشاركين في هذه الطبعة نظرا إلى دورها الهام بالنسبة إليهم من أجل تشجيعهم أكثر على مواصلة عملهم وترقية السينما الأمازيغية نحو النوعية مستقبلا.