كيف قررت الكتابة في الفن الجزائري؟ أول مرة واتتني فيها هذه الفكرة كانت بين سنتي 1986/ 1987. أردت كتابة قاموس للموسيقى الجزائرية بالتعاون مع صديقي الصحفي اسماعيل ديشير، ولكن بعد الأحداث التي طرأت على الجزائر وجب علينا الفرار للنجاة بحياتنا، وبعد أن هدأت الأوضاع عدت لمشروعي، واستعنت بالأرشيفات التي جمعتها. و«ڤروابي" هو أول فنان جذبني للموسيقى الجزائرية عامة والشعبي خاصة. في وقتنا كنا نستمع إلى الأغاني الفرنسية والانجليزية حتى بدأ فن الشعبي وغيره من الفنون الجزائرية بالانتشار، وبدأ الفنانون بالظهور وتكوين جمهور يتبع فنهم مثل إيدير، جمال علام.. وغيرهم. ألهذا السبب جعلت ڤروابي موضوع كتابك الأول؟ أول كتاب كان لڤروابي لأني أحبه وأعشق فنه، لقد جاهد للارتقاء بالشعبي ليجعله يصمد في وقت كان الفن الغربي والراي في الريادة، نفس الشيء ل«العماري" الذي كان بطل كتابي الثاني، أحب جانبه الفني والمجنون فوق الخشبة نشيطا ومبدعا. بعدها قررت تكريم فنانة جزائرية في كتابي الثالث، وجدت صعوبة في اختيار واحدة من الأصوات الكثيرة في ذاكرتي، لأجد نفسي أكتب عن 23 امرأة أثرن فيّ بأصواتهن في مرحلة ما. كيف أثرت هذه النسوة في عبد الكريم تازروت؟ إضافة إلى أصواتهن المعبرة عانين من أجل الفن، دافعن عن المرأة وديمقراطيتها، وكافحن طويلا في حياتهن للوصول إلى مبتغاهن وسيّرن حياتهن بإرادتهن. لكل واحدة من هذه النساء جانب جذبني إليها، أحب لباقة “وردة الجزائرية"، وفن “سعاد ماسي"، وطريقة تأدية “فلة عبابسة"، “نورة" تمثل لي طفولتي، أما “الزهوانية" فتذكرني بالأيام السعيدة.