إستقبل فضاء بلاصتي، أول أمس، الفنان المسرحي، ايدير بن عيبوش، الذي قدم للمرة الأولى مونولوغه الجديد “شباب في حالة الطوارئ"، العمل المسرحي الذي كتبه بن عيبوش وساهم نجيب أولبصير في توجيهه. قدم المسرحي خريج معهد “ايسماس"، ايدير بن عيبوش، مونولوغا، دام حوالي ساعة ونصف، تناول فيه مواضيع سياسية واجتماعية، بصورة رمزية عبر بعض الشخصيات، وعلى طريقة الفنان الكوري “ساي" ورقصته الهزلية “غانغام ستايل"، قام بطل المونولوغ باخترع “رقصة الطوارئ"، الهزلية والتي مزج فيها بين رقصات جزائرية مختلفة، للتعبير عن المشاكل، وكما وصفها الممثل بأنها “تعوض المظاهرات الشعبية لتفادي المشاكل والاعتداءات وتخفيف حدة التوتر بين الجميع"، لينقلنا بعدها ايدير عبر شخصياته العديدة التي جسدت حياة الشباب ومشاكلهم اليومية. النص الذي كتبه “ايدير" في مدة 14 شهرا، تميز بالرمزية قوية في شكل ذكي ومغلف بالفكاهة التي استعمل فيها لغة عامية جزائرية. الشخصيات التي تبدلت خلال كل مشهد، مثلت شرائح مختلفة من المجتمع، لكل منها نظرة خاصة لما يدور حوله من أحداث، كما وظف اسم “علجية" للتعبير عن النساء في المونولوغ، ماعدا امرأة واحدة سماها “mme le pouvoir". فيما اعتمد الكوميدي في ديكور المونولوج على أسلوب “المسرح الفقير"، حيث كانت الخشبة فارغة إلا من الكرسي الذي جلس عليه. وخلال النقاش الذي دار بين الممثل والحضور، قال “ايدير"، إن العنوان جذب انتباهه خلال أزمة “السكر والزيت" سنة 2011، حيث أن صحفية فرنسية من قناة “بي اف ام تيفي" استعملت هذه العبارة، التي ألهمته المونولوغ، وبدأ البحث والتعمق في أسباب الأزمة ونتائجها سياسيا، اجتماعيا واقتصاديا، لذلك أكد أنه استوحى شخصياته من هذا السياق، الذي يرى أن الشباب فيه “جيل ضائع" راح ضحية النزاعات الشخصية لبعض الجهات، ولم يبق له سوى “السخرية" ليصف بها مشاكله وحياته اليومية. أما فيما يخص رقصة “حالة الطوارئ"، صرح الفنان “طورت رقصة الطوارئ وجعلتها ردا عن أغنية ورقصة (فرحة وزهوة) التي نغصت عيشي لمدة ثلاث سنوات في معهد ايسماس، لا أدري لماذا لم يغيرها أحد منذ 1962".