جرت، أمس الأربعاء، مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة علي كافي، بقصر الشعب، وسط حضور قوي لأعضاء الأسرة الثورية وإطارات ومسؤولي الدولة ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان مرفوقا بشقيقيه السعيد بوتفليقة وناصر الأمين العام لوزارة التكوين المهني، قدموا خلالها التعازي لعائلة الرئيس الراحل، كما كانت المناسبة فرصة لالتقاء رفقاء الجهاد. وكان رئيس الجمهورية آخر من ألقى النظرة الأخيرة على جثمان الراحل علي كافي، بعد أن سبقه عدد من رفقاء الفقيد الذين تنقلوا إلى قصر الشعب منذ الساعات الأولى من نهار أمس، حيث أشار الرئيس بوتفليقة في سجل التعازي “ها هي ذي الجزائر تودع في شخص رئيس المجلس الأعلى للدولة الأسبق المجاهد علي كافي أحد أبطالها المغاوير الذين أدوا لوطنهم ما عليهم أحسن أداء في الجهاد الأصغر ثم الأكبر"، مضيفا “أن فقيد الأمة هذا لم يبخل بالبذل والتضحية في سبيل انعتاقها وسؤددها، ومن ثمة فإنه جدير بعرفانها وإكبارها لما قدمه بتفانٍ وسخاء على غرار رفاقه من المجاهدين الأمجاد". وواصل الرئيس في كلمته قبل توقيعه على السجل قائلا: “وستذكر له الأجيال خير ما صنع وسخي ما أعطى وبذل في سبيل دحر الاستعمار الغاشم وتجسيد حلم شهدائنا الأبرار في بناء الدولة الجزائرية الحرة المستقلة، غير أنه يبقى قضاء الله تعالى وقدره الذي لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها وتلك سنته في عباده جيلا بعد جيل". ومن الشخصيات الحاضرة الجنرال المتقاعد خالد نزار الذي أكد بأن علي كافي كان له الفضل في انسجام المجلس الأعلى للدولة، كما كان له تاريخ ثوري كبير في الجبهة وفي الثورة وبعد الاستقلال. أما وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية فقال إن علي كافي كان معروفا بالوطنية وانخرط في الحركة منذ زمن طويل وبعد الاستقلال واصل مسيرته في وقت رفض فيه العديد من المسؤولين تولي هذا المنصب، في حين ألح العقيد بن شريف على أن المرحوم كان رفيق دربه في السلاح وبأنه بطل من أبطال الجزائر وأنه كان على اتصال معه منذ الاستقلال، ولكن وللأسف - يضيف العقيد - بأن ثوارا كثر غادرونا، فالأمس فقدنا بن بلة وبعدها الشاذلي بن جديد فبوحارة ومهري وبشير بومعزة. من جهته، لم يفوت المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل الفرصة ليشير بدوره إلى أنه لا يعرف المرحوم عن قرب، إلا أن بشهادة الجميع يعرف أنه إنسان كرس كامل حياته لصالح خدمة الوطن، حيث كان على رأس المجلس الأعلى للدولة، فلا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة.