لم يكتب لي ربي أن أعرف المغني القبائلي فرحات مهني شخصيا، ومع ذلك كنت أحب أغانيه خاصة أغنية يحيا البريزيدان.. وتعاطفت معه كثيرا يوم غادر الأرسيدي، وقلت يا للهول، ها هم تخلوا عن الفنان صاحب الحساسية الجميلة، وتمنيت أكثر من مرة عندما كنت أزور أهلي في جانت، أن توجه له دعوة إلى أهلنا في بلد الطاسيلي.. وحتى عندما خلق “الماك" لم أكن أنظر إليه بعين الريبة والشك لأنه من المستحيل أن تلعب الزعامة برأس الفنان الرائع فرحات لأن يصبح انفصاليا وألعوبة بين أيدي من يكرهوننا ولا يحبون لنا الخير.. ولم أكن أجد بأسا أن نفكر كجزائريين في أشكال جديدة في إدارة الجزائر بخصوصياتها، ولمَ لا، حكم فدرالي، ألم ينادِ به المجاهد صوت العرب؟! لكن شعرت بالخيبة عندما رأيته ذات يوم على قناة الحرة وهو يتلعثم بلغة عربية كلها خشب، عندئذ شعرت بالغضب عندما رأيت فرحات يلعب لعبة المخابرات الأمريكية، فصرخت في وجهه وقلت مخاطبا الشاشة، لماذا؟! لماذا يا فرحات تبيع نضالك وفنك؟! لماذا يا فرحات؟!