في كل بلد يحترم نفسه ويحترم مسؤولوه مواطنيهم، عندما تحدث كارثة أو فضيحة أو تهاون يسارعون إلى تقديم استقالاتهم، لكن الأمر عندنا بالمقلوب، فالبلايا كل يوم تحدث في الوزارات والوزراء كالصخر جامدون لا يتحركون متشبثون بكراسيهم وملتصقون بها كأنهم ولدوا بها، لقد حدثت فيضانات وظهرت عورات في المسؤولين ومع ذلك لم يحركوا ساكنا، وانهارت مباني على رؤوس ساكنيها ولم يحدث شيء وكأن الله ابتلانا وإلى الأبد بمسؤولين، صم بكم عمي لا يبصرون، وها هو اليوم ينتحر بولاية معسكر، إطار سامي داخل مقر الولاية وبحضور الوالي وفي قلب اجتماع رسمي، ومع ذلك، ظل هذا الوالي ساكنا وكأن شيئا لم يحدث، لم يسارع في التكفير عن ذنبه بتقديم استقالته، ولو رمزيا وذلك أضعف الإيمان، فإلى متى يقدّر مسؤولونا شرف المنصب وسلطة الضمير.