عندما انتفض الشباب الليبي أول مرة فرحت وصفقت وتمنيت لو كنت إلى جانب الشباب الليبي، لكن فرحتي بدأت شيئا فشيئا تذبل وتنكمش، عندما رحت أرى بأم عيني ثورة الشباب تُسرق شيئا فشيئا من الشباب الليبي النقي ويستولي عليها كلاب السي. آي. أي، وازدادت مخاوفي وكبر تشاؤمي عندما أصبح سيء السمعة برنارد ليفي فجأة زعيما في بنغازي، وعندما رأيت تلك النهاية المشينة للقذافي، وقلت بيني وبين نفسي أهكذا يتحول الثوار إلى وحوش فظيعة وكاسرة؟! ثم ها أنا أرى ليبيا تتحول على يد حكامها الجدد إلى ماخور للإرهابيين يعبثون بأمن الجوار مثلما تعبث الشياطين الملعونة بقلوب الآمنين.. ثم أفظع ما رأيت أن يبدو وزير خارجية ليبيا كالقن أمام وزير خارجية فرنسا صاحب النزعة الصهيونية، ما هكذا عرفت أبناء عمر المختار، ما هكذا عرفت الليبيين عندما كنت أزور طرابلس زمن القذافي، فماذا حلّ بكم يا قوم؟! وأقولها الآن صراحة، يا ليتكم ما ثرتم على القذافي.. الشعوب تثور لتتقدم وتتحرر، لا أن تصبح من جديد أكثر عبودية، فليحيا القذافي..