إقتحمت مجموعات من المستوطنين المتطرفين صباح أمس، ساحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، دون تسجيل حدوث أي اشتباكات، بمناسبة ما تسميه هذه المجموعات “ذكرى توحيد القدس". وقد اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة من المصلين الفلسطينيين. وقال شهود إن حوالي أربعين متطرفا إسرائيليا دخلوا ساحات الأقصى منذ ساعات الصباح على شكل مجموعتين، وبينهم أعضاء وقيادات من حزب الليكود تحت حراسة الشرطة، حيث قاموا بجولات في ساحات المسجد المبارك وأروقته. وأفادت مصادر إعلامية بفلسطين، بأن مصلين فلسطينيين بالأقصى اشتبكوا مع قوات الاحتلال التي اعتقلت ثلاثة منهم، بعد أن استخدمت غازا مصنوعا من الفلفل الحار لتفريق المصلين، ومنعت الطالبات الفلسطينيات من الدراسة بالمسجد الأقصى. وأشارت ذات المصادر إلى أن محيط الأقصى يشهد هدوءا حذرا وسط وجود مكثف لقوات الاحتلال التي منعت دخول عشرات من الفلسطينيين توافدوا للصلاة بالمسجد. وأكدت أن المتطرفين الذي دخلوا المسجد خرجوا منه جميعا. وأضافت أن قوات الاحتلال أمرت التجار الفلسطينيين بإغلاق محلاتهم التجارية بدءا من الساعة الرابعة مساء، وذلك استعدادا لوصول آلاف المستوطنين المتطرفين إلى مدينة القدس تلبية لدعوات وجهتها جماعات مستوطنين للاحتفال بما يسمونه ذكرى “توحيد القدس". ويأتي هذا في وقت عززت فيه قوات الاحتلال وجودها في محيط الحرم القدسي الشريف وداخل ساحاته، إذ منعت الفلسطينيين الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من دخوله، واحتجزت هويات من تمكن من الدخول إليه من كبار السن لحين مغادرته، كما رفضت دخول النساء إلى الأقصى واعتدت عليهن بالضرب. وفي أول رد فعل فلسطيني على ما حدث، استنكر مدير دائرة الأوقاف الإسلامية الشيخ عزام الخطيب هذه الاعتداءات على الحرم الشريف و«منع الاحتلال للمسلمين من النساء والشبان دخولَ الأقصى، وتحويل ساحاته إلى ثكنة عسكرية حيث تنتشر فيه قوات الاحتلال والضباط الكبار". وحمل الخطيب شرطة الاحتلال المسؤولية عما يحدث في الأقصى. وقال “نحرص على إبعاد المسجد الأقصى عن جميع المشاكل، فهو مكان للصلاة والعبادة فقط، لكن اليمين المتطرف هو الذي يدعو لاقتحامه بين الحين والآخر، وذلك يثير مشاعر المسلمين".